الكورة والملاعب
سمير الجمل
اجازة بالعافية!
ذا نوينا التزويغ فتشنا في جيوبنا وسألنا أنفسنا: هل ما نملكه يمنحنا فرصة دخول سينما الدرجة الثالثة! فإذا كانت الاجابة نعم.. تسللنا فرادي أو جماعات.. وغيابات بعض المدرسين كانت تعطينا الضوء الأخضر.. ولو ان تزويغنا لم يكن يحتاج إلي أخضر أو أصفر.. وبشكل خاص كان مستشارنا السينمائي عبدالعاطي عبدالمجيد من سكان شبين القناطر كان يكبرنا سنا بأربع سنوات ويحفظ أسماء الأفلام الأجنبية ونجومها ونجماتها أكثر مما يحفظ اسماء أهله.. وإليه يرجع الفضل في تعرفي علي معظم سينمات الدرجة الثالثة وخاصة تلك التي كانت تتميز بعرض الافلام الأجنبية.. سهير في العباسية وسينما مسرة في شبرا.. وليدو وبيجال وريتس في عماد الدين وسينما الزيتون.. وهونولولو في حدائق القبة والنصر في شارع الجمهورية وهي سينما صيفي وللأسف لم تكن تحتاج إلي تزويغ.
وكان عبدالعاطي إلي جانب ذلك يعيش في الدور علي انه عبدالحليم حافظ.. خاصة بعد ان اكتشف انه مريض بالبلهارسيا والمدينة التي يسكنها قريبة من الشرقية محافظة العندليب.. أما مسألة الصوت فقد كان يجتهد في تقليد حليم بحركاته وذات تزويغه.. اتجهنا صوب سينما الزيتون وكانت تعرض في هذا اليوم 3 أفلام كالمعتاد بينها الفيلم الكوميدي "اجازة بالعافية" وتأخرنا ودخل اطول مافينا رشدي العربي يصيح في صالة العرض: يا عبدالعاطي.. يا واد يا عبده.. انت يازفت.. وهاجت السينما كلها عليه وعلي "عبده" وجاء الرد من عبدالعاطي أنا هنا: وكان يرتدي قميصا من اللون الأبيض بحيث نستطيع الوصول إليه في عتمة السينما.. واخترقنا الصف وصولا إلي سي عبده لعلنا نجد بجواره مقعدا.. ومن فرحة "أبوطويلة" رشدي للوصول إلي عبدالعاطي قرر علي سبيل المثال ان يلسعه قلما علي وجهه عربون محبة وكان يقف في الصف الذي يليه مباشرة حيث وجدنا المقاعد الخالية.. وتمطع رشدي وفتح ذراعه وفرد كفه لكن القلم نزل علي وجه المتفرج الذي يجلس بجوار عبده ويرتدي هو الآخر القميص الأبيض.. وصاح من الألم: انت أعمي.. وبعد اعتذار رشدي ارتفعت عنده درجة الحماس لكي يلسع عبدالعاطي القلم السوبر لكنه للمرة الثانية يتجه بكفه إلي صدغ المتفرج المسكين الذي قام هذه المرة ليهجم علي عبدالعاطي وكل من يمت له بصلة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف