المساء
السيد العزاوى
هذه اليد يحبها الله ورسوله!!
في أحد الأيام أقبل أحد العاملين المخلصين في عملهم علي مجلس رسول الله صلي الله عليه وسلم وحين وضع يده في يد رسول الله صلي الله عليه وسلم للسلام عليه لمس سيد الخلق صلي الله عليه وسلم "خشونة" في يد هذا العامل ففرح بها رسول الله صلي الله عليه وسلم أشد الفرح وعلي مرأي ومسمع من كل الحاضرين قام الرسول الكريم بتقبيل يد العامل معبراً عن تقديره لجهد هذا الرجل وتفانيه في الأداء مما انعكس علي نعومة يده ولم يجد الرسول صلي الله عليه وسلم أفضل وسام يمنحه لهذا العامل سوي طبع "قبلة" من سيد الخلق صلي الله عليه وسلم علي يد هذا الرجل انها بحق أفضل تقدير وتكريم للإنسان الذي يتفاني في العمل ويبذل أقصي الجهد للاتقان والجودة حتي لو كان علي حساب صحته ووظائف جسمه انه يستعذب هذا الألم متطلعا إلي رضا الله سبحانه وتعالي. انه عطاء استحق التكريم من سيد الخلق صلي الله عليه وسلم.
ولاشك ان الضمير الحي اليقظ المستقر في وجدان العامل المسلم حقاً يجعله يقدم علي العمل بعزيمة ونية صادقة طالما قبل القيام بهذا العمل يقدم أقصي ما يستطيع دون اهمال أو تخاذل أو أي ادعاء كما نسمع هذه الأيام تلك العبارة التي مللنا سماعها وتتمثل في "علي قد فلوسهم" إنما العامل المجتهد ألقي بهذا القول وأمثاله خلف ظهره وبأمثال هذا العامل المجتهد ارتقي المجتمع المسلم واستطاع بناء المجتمعات المتحضرة وخاض هؤلاء الرجال الذين تربوا في مدرسة التعاليم الإسلامية التي جعلت العمل قرين الإيمان. إذ لم تخل آية من آيات القرآن الكريم تتحدث عن العمل والعاملين دون أن يكون الإيمان قرينا للعمل اقرأ ان شئت قول الله سبحانه "ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات انا لا نضيع أجر من أحسن عملا. أولئك لهم جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثيابا خضرا من سندس واستبرق متكئين فيها علي الآرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقا" "30. 31 الكهف" وذلك علي سبيل المثال لأن الكتاب الكريم به العديد من الآيات التي تفيض بالأجر والثواب لمن يتفاني في العمل ويسعي لتجديده واتقانه من أجل أن يحصل علي أجر يدرك في قرارة نفسه ان الله سوف يبارك له في هذا الأجر أيا كانت قيمته هدفه الأسمي اتقان العمل لإسعاد نفسه وأبناء مجتمعه.
هذا الرجل وأمثاله من أبناء الأمة الإسلامية ضربوا أروع الأمثلة في بذل الجهد وبناء المجتمعات علي أساس من بذل العرق والجهد ولذلك ارتقت المجتمعات علي أيديهم وحقق هؤلاء الرجال نبوغاً وتفوقا في شتي المجالات.. كان منهم نماذج في البناء والتنمية والتشييد والتعمير وكذلك في العلوم والطب والهندسة. كل ذلك بفضل هذه الضمائر التي امتلكت قلوب ووجدان هؤلاء الرجال لقد كانوا بحق نماذج في العطاء والعمل الجاد المخلص لا تهمهم المناصب أو زخارف الدنيا الزائلة فالمهمة الصعبة كانوا يتغلبون عليها بالعرق والجهد فها هو أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد كان في مقدمة هؤلاء العاملين الحريصين علي تقدير المسئولية التي امتلكت كل وجدانه ورغم انه في أرقي الدرجات إلا ان أمانة المسئولية جعلته يقول: لو ان "بغلة" تعثرت في طريقها لسئل عنها ابن الخطاب لماذا لم تسو وتصلح لها الطريق لقد تعلم ذلك في مدرسة رسول الله صلي الله عليه وسلم ان أمتنا العربية والمجتمعات الاسلامية تتطلع إلي جهود أمثال هؤلاء الرجال للحاق بركب العالم المتحضر والاقتداء بالنماذج الاسلامية التي اشرقت علي ايديهم الحضارة والنهضة الاسلامية في كل ربوع الدنيا.الزمالك عاد.. علي حساب الاتحاد
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف