اعترف ان السياسة هي دافع اهتمامي بقضية انتخابات الرئيس القادم للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا".
كان عدد المتقدمين إلي انتخابات رئاسة الفيفا أربعة: السويسري بلاتر الذي جعل من الفيفا - كما أفاضت وسائل الإعلام - أكبر امبراطوريات الفساد في العالم. والبرتغالي لويس فيجو. والهولندي مايكل فان براج. والأمير الأردني علي بن الحسين.
في موقف تراجيدي سحب المرشح البرتغالي أوراق ترشيحه. وأعلن - بالفم المليان - أنه سيزكي ترشيح الأمير الأردني. باعتباره الخيار الوحيد للقضاء علي الفساد في الفيفا. وفي اليوم التالي سحب المرشح الهولندي أوراق ترشيحه. وأرفق إعلانه بتحذير من ان تظل المؤسسة الرياضية العالمية خاضعة لفساد بلاتر الذي رشح نفسه للمرة الخامسة. مطمئناً إلي تجديد انتخابه. ليس لحسن إدارته. ولا لنزاهته. وإنما للفساد الذي جعله عنواناً للفيفا. ولممارساته السلبية. خلال الفترة التي تولي فيها رئاسة الفيفا.
موقف المرشحين الأوروبيين امتداد لمواقف اتحادات آسيوية وافريقية. أعلنت تزكية ترشيح الأمير علي بن الحسين. سعياً لتطهير الاتحاد الدولي لكرة القدم من الإدانات التي ألحقه بها رئيسه السويسري.
اتحاد كرة القدم المصري - في تسريبات وسائل الإعلام - يفضل اختيار بلاتر لأسباب متعددة غير حقيقية. أما السبب الحقيقي فهو التخوف من تأثير النفوذ الراسبوتيني لبلاتر. وعيسي حياتو رئيس الاتحاد الإفريقي الذي أعلن تأييده لإمبراطور الفساد. الاتجاه نفسه - للأسف - تذهب إليه اتحادات عربية أخري.
الأخلاق هي القيمة الأهم للأنشطة الرياضية. بل ان الرياضة - في الكثير من المناسبات - كانت وسيلة الخلاص من النزاعات بين الدول. ولعلنا نذكر أن لعبة تنس الطاولة كانت هي انفراجة الباب لعودة العلاقات الأمريكية الصينية.
إذا أضفنا إلي ذلك انتماءنا إلي الوطن العربي. بتعدد أقطاره. فإن انتخاب المرشح العربي يجاوز المجاملة أو المصلحة إلي تأكيد الهوية.
منطق المكسب الشخصي والخسارة الشخصية يغيب تماماً - أو هذا هو المفروض - في قضايا الرياضة. ومن غير المتضرر ان ينسي اتحاد الكرة المصري - أو يتناسي - مقابل تأييدنا لبلاتر في تعدد رئاسته للاتحاد الدولي.
هل أذكربالميديا الساذجة التي رافقت الطلب المصري باستضافة كأس العالم. والأموال التي دفعت من تحت الطاولة. وحصولنا - في النهاية. وبفضل الفساد البلاتري - علي صفر كبير؟!