عبد الرحمن فهمى
التقشف للجميع .. هل ممكن؟؟
لم تعد المشكلة العائلية في "ارتفاع" اسعار السوق فقط.. فقد ارتفعت ايضا فواتير الدولة.. ونحن موافقون.. نعم موافقون من القلب وليس نفاقا.
موافقون علي انواع التقشف والحرمان من بعض الضروريات لا فقط من الكماليات!!! تلك الكماليات التي نسيناها من زمان... نحن نعشق بلدنا ونريد أن تعود كما كانت.
نحن نحلم ان يعيش ابناؤنا واحفادنا واحفاد احفادنا في خير وجمال واخلاقيات زمان.
نحن مستعدون لكل التضحيات مهما كانت من اجل الاجيال القادمة.. ولكن في نفس الوقت.. اذا كانت هناك ابواب اخري لتخفيف الضغط علي الاسر والاولاد والاطفال فما المانع من طرق هذه الابواب التي جربتها دول اخري ونجحت في المرور من ازماتها الاقتصادية مثل اليونان والبرتغال فقد كانا علي وشك اعلان افلاسهما رسميا.. وسبق ان كتبت عن هذه الابواب والبدائل اكثر من مرة منذ مدة ليست بالقصيرة.
***
اذا كنا نطالب الناس بالتقشف.. بلاش كماليات ورفاهية.. لماذا اذن سيارات حكومية بلا عدد أمام منزل كل مسئول.. وياريت سيارةواحدة.. وياريت بعد ان يترك منصبه يعيد السيارة الي الوزارة بل يحتفظ باكثر من سيارة.. وخجلا وما يصحش نطالبها بردها وتكثر السيارات المجانية حتي البنزين والزيت والتصليح والكاوتش وغير ذلك.
لماذا سيارات حكومية لكل وزارة وادارة وهيئة حكومية أو بنك أو شركة نالها التأميم.. وياريت الوزير أو الرئيس فقط بل كل مدير له سيارة!!!
طلبت ذات يوم من حكومة ما عدد سيارات الحكومة فاتضح استحالة هذا الاحصاء... لعدم وجود ميزانية خاصة للسيارات وكل وزارة أو هيئة أو ادارة تشتري ما تريد.
***
منذ فترة..توارد خواطر.. قمنا "الجمهورية" و "الاهرام" معا بحملة ضد التمثيل الديبلوماسي الخارجي الذي يزيد عن أمريكا!!! بالاحصاء والارقام!!! ونحن نعاني من انحسارالسياحة وقلة العملة الصعبة... وردت وزارة الخارجية علي ما كتبناه وعلقنا علي الرد بالارقام والاحصاء ايضا... ثم ردت الوزارة مرة اخري بان ما تحصله الوزارة من أموال في تأشيرات الدخول والسفر والجوازات وغير ذلك اكبر من ميزانية الوزارة.. ويومها كتبت.. بهذا المنطق من حق وزارة المالية ان تنفق ملايين علي موظفيها!!!
***
المهم... نحن في هذه المعاناة الاقتصادية يجب ان يشعر الناس انهم ليسوا وحدهم... الكل يعاني.. الحكومة يجب ان لا تأخذ من الدعم المخصص لكل الناس وليس الفقراء وحدهم وعندهم ابواب اخري أهم وحصيلتها أكثر.. كان والدي يدفع فاتورة الماء في حدود سبعة أو ثمانية جنيه في الشهر.. اذا وصلت الفاتورة الي عشرة جنيهات معني ذلك فصل الجنايني فورا لانه ترك حنفية الجنينه أكثر من اللازم. الان الفاتورة اكثر من 170 جنيها. نحن نتحمل وسنتحمل ولكن في ظل حكومة تطرق كل الابواب.