الأهرام
مرسى عطا الله
السد العالى ومديرية التحرير!
يخطيء من يظن أن المقياس الحقيقي لأي عمل يعتمد فقط علي لغة الأرقام رغم التسليم بأهميتها وضرورتها، خصوصا إذا كنا نتحدث عن طموحات سياسية واجتماعية واقتصادية يحلم الناس بسرعة تحقيقها بعد أن تتحول من مجرد أحلام إلي حقائق ملموسة.

وأي نظرة منصفة علي المشهد المصري الراهن لابد أن ترصد معني ورش العمل الكثيرة المنتشرة في صحاري ووديان الوطن باعتبارها بداية السير علي الطريق الصحيح لإحداث تغيير أساسي في تكوين المجتمع بأكثر من كونها مجرد حزمة من المشروعات.

ما يجري الآن علي أرض مصر عمل جبار يتجه إلي تحقيق ما يجب تحقيقه ولو أدي الأمر إلي تضحيات اجتماعية مؤقتة تمهد لتحسين الأوضاع المعيشية في المنظور القريب وإعادة تشكيل البنية المجتمعية علي أسس جديدة تتوافر فيها فرص متكافئة دون تمييز سوي للكفاءة والعلم والتجربة وبما يضمن في النهاية توسيع قاعدة المستفيدين من الناتج القومي من خلال منظومة تضمن العدل وتضمن الكفاية أيضا.

ولست أظن أنه كان غائبا عمن بيدهم الأمر أن الإنفاق الضخم علي المشروعات العملاقة مثل قناة السويس الجديدة وشبكة الطرق الحديثة وبناء الأنفاق الضخمة وحفر الآبار العميقة لخدمة مشروع استصلاح واستزراع مليون ونصف مليون فدان سوف يؤدي بالضرورة إلي حدوث تضخم ينعكس في شكل غلاء للأسعار، ولكن الرهان انبني علي وعي الناس وحسن إدراكهم بأن العبرة بالخواتيم والذين ملأوا الدنيا صياحا وصراخا في خمسينيات القرن الماضي ضد مشروع مديرية التحرير وضد بناء السد العالي كانوا الأكثر إدراكا بعد سنوات بأن عائد عام واحد من أراضي مديرية التحرير ومياه بحيرة ناصر يفوق عشرaات المرات حجم ما أنفق عليها.

وفي ظني أننا بحاجة إلي زيادة جرعة الوعي لدحر حملات التشكيك لأن الوعي بحقائق الأمور لا يقل أهمية بل يزيد علي براعة التخطيط السياسي والاقتصادي لأي وطن!

خير الكلام:

>> لا تكتب بقلمك غير شيء يسرك في النهاية أن تراه !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف