الوفد
عباس الطرابيلى
نتمنى حكومة.. حريمى!
بمناسبة مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة».. أقول إن ست البيت المصرية هى التى تتحمل كل شىء.. فهى المسئولة عن «مالية البيت» ولهذا أطلقنا عليها ومنذ قديم الزمان كلمة الحكومة.. أى ليست فقط وزير مالية البيت.. بل هى كل شىء!
فالرجل يكد.. ويعمل.. ليعطيها ما يحصل عليه من مال.. إن كان موظفاً أو يعطيها الراتب الشهرى.. أو كان عاملاً يحصل على أجره أسبوعياً.. أو على باب الله يحصل على أجره يوماً بيوم.. ومطلوب منها أن تدبر كل أمور الأسرة من طعام وشراب.. وأن تتحسن توزيع المالية، حسب الإمكانيات.. وليس فقط أمور الطعام.. بل أيضاً أمور الملبس، فهى من تتحمل هموم كسوة الشتاء ثم كسوة الصيف.. وكذلك متاعب المدارس.. وربما لا يعرف الأب فى أى عام دراسي يدرس أولاده.
ثم عليها تدبير ملابس المدرسة.. وأجور المدرسين الخصوصيين، وهذا وباء رهيب عرفته مصر منذ نصف قرن فقط.
<< ولكل ذلك وصفها أمير الشعراء، أحمد بك شوقى، بقوله:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق.
وكانت- ومازالت- الأم هى المسئولة عن كل شىء.. وزادت أعباؤها فى الفترة الأخيرة بعد أن زادت الأسعار، وأصبحت موارد الأسرة عاجزة عن الوفاء بكل ما تتطلبه الحياة.. وهذه أمور قد لا يهتم بها الأب كثيراً.. وهو هنا «يرمى الحمل كله على الزوجة» بل ربما لا يتنازل حتى عن مصروفه إذا أراد الذهاب الى المقهى ولا يتنازل عن كوب الشاى والسيجارة.. بل على الأم أن تدبر كل ما يطلبه الرجل.. الذى «يشقى» ولذلك لا تبخل عليه.
<< وربما زيادة أعباء الأسرة هى ما دفع المرأة الى دخول سوق العمل أملاً فى زيادة دخل الأسرة.. وهى «نواية تسند الزير» ولكن لا دخل الزوج الأساسى، ولا دخل الزوجة الإضافى، بات كافياً ولذلك تتولى الحكومة المنزلية تخفيض، وإلغاء، ما تراه ليس ضرورياً.. من أجل ما هو ضرورى.. وهنا لم تعد الأم تتحمل كل شىء.. بل أرى أن الغضب الأكبر- القادم- لن يكون من الرجال.. بل من النساء.. وبالذات ربات البيوت.
ويا ليت الحكومة العامة تعى هذه الحقيقة.. لأن غضبة النساء هذه المرة سوف تكون شديدة القسوة، والقوة. فهى التى تتحمل كل المعاناة.. ولا نستبعد ـ إذا نزلت المظاهرة معترضة على الأسعار من غير الذين يفهمون حقيقة أوضاعنا الاقتصادية- أن تكون المرأة فى مقدمة الصفوف.. بل تكون لهن الأغلبية.. ولا أستبعد أن تتولد عندنا قيادات نسائية قادرة على إدارة الأمور.. بعد أن تراجع القادة الرجال عن قيادة العمل السياسى، بعد ثورتى 25 يناير و30 يونية.
<< وربما يكون مؤتمر «مصر تستطيع بالتاء المربوطة» هى البداية لكى تتولى القيادة مجموعة من ربات البيوت.
وهنا أتوقع أن تقود المرأة معركة ترشيد الاستهلاك، بل والتوقف تماماً عن شراء كل ما هو غير ضرورى.. وأتوقع حملات نسائية لمقاطعة الجشعين، من جزارين.. وفرارجية.. وباعة خضار حتى الذين لا علاقة لهم بتعويم الجنيه.. أو حتى بإلغاء الدعم مرحلياً عن الوقود.
<< هى إذن معركة ربات البيوت.. وأرى البداية فى سياسة المقاطعة وبذلك نتساءل: ماذا لو أصبحت المرأة هى وزيرة التموين.. بل ووزيرة التجارة والصناعة.. وأيضاً وزيرة المالية، هى وكل مساعدى أو نواب الوزير، لكل التخصصات.. إذ ربما تنجح الحكومة بهذه الطريقة فى إدارة الأمور.. وأن تصبح كل المجموعة الاقتصادية الوزارية من ربات البيوت.
وأهلا بربات البيوت.. أهلاً بالحكومة المحلية فى كل بيت ولو رفضاً للرجال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف