أحمد سليمان
المقدم "هارون" والعقيد "المنسي" بين يوليو 2015 ويوليو 2017
بسم الله الرحمن الرحيم "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" صدق الله العظيم.
في الأول من يوليو عام 2015 حاولت مجموعة كبيرة من التكفيريين تنفيذ عملية نوعية لاسقاط أكبر عدد من رجال قواتنا المسلحة عبر الهجوم علي عدة كمائن في وقت واحد وكان هجومهم بعدد كبير جداً من عناصرهم التكفيرية لكن يقظة رجال قواتنا المسلحة عند كمين الجورة وكمين الرفاعي برفح استطاعت منع هذا الهجوم بل واسقطت يومها أكثر من خمسمائة إرهابي قتيلا في عملية كان لها تأثيرها المعنوي الكبير علي هؤلاء التكفيريين في الداخل والخارج حتي انه تم التقاط بعض رسائل الاستغاثة التي اطلقوها لحمايتهم من جحيم الجيش المصري ضدهم في سيناء.
كان يقود هذه العمليات ضابط عظيم وشجاع وهمام اسمه المقدم محمد هارون كان يتقدم الصفوف علي الرغم من وجود ضباط أصغر منه في الرتبة وجنود إلا انه قال إن القائد لابد ان يتقدم الصفوف واستطاع هو ومجموعته صد الهجوم الجماعي والتعامل مع التكفيريين حتي اطلقوا عليه في سيناء وبين زملائه "صائد التكفيريين" وكان التكفيريين يعرفونه جيداً ويريدون قتله بأي ثمن لحمايتهم من جحيمه لكنه اسقط منهم المئات واستمر في أداء رسالته حتي نال الشهادة أثناء أدائه لواجبه في سيناء بعد ذلك بعدة أشهر فكان نموذجاً للمؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقضوا نحبهم.
بالأمس وبتاريخ السابع من يوليو 2017 حاول التكفيريون تكرار عملية يوليو 2015 بالهجوم علي عدة كمائن في وقت واحد لكنهم فشلوا ايضاً رغم سقوط ضابطين وجنديين شهداء واصابة 22 بطلاً من أبطال قواتنا المسلحة وفي الوقت نفسه استطاعت طائرات قواتنا الجوية رصد منفذي هذا الهجوم والتعامل معهم بمنتهي الحرفية واصابوا أماكن تجمعهم قبل ان يفرحوا بجريمتهم وتمت تصفية أربعين تكفيرياً في وقت واحد في عملية نوعية ناجحة لرجال قواتنا المسلحة تأتي رداً فورياً ومباشراً لاستهداف رجالنا في أحد أكمنة رفح.
سقط شهيداً في هذه العملية الخسيسة ضابط شجاع وهمام وعظيم اسمه العقيد أحمد المنسي الذي سبق ان اصيب في عملية إرهابية سابقة في مكان آخر بطلقة في الكتف قبل عدة أشهر وعندما اجري له الطبيب الكشف الطبي طلب منه ان يستريح ويأخذ اجازة من العمليات الحربية فقال للطبيب: تعالي معي إلي الوحدة العسكرية لنقضي الاجازة هناك ورفض الراحة وعاد لموقعه وهو مصاب لاستكمال المهمة المقدسة بالدفاع عن مصر والمصريين.
العقيد أحمد المنسي ايضاً من المؤمنين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وقضوا نحبهم.
هذان الضابطان المؤمنان ليسا وحدهما من يقوم بهذه المهمة المقدسة عن قناعة وحب ولكن غيرهما كثيرون سقطوا شهداء وقضوا نحبهم وغيرهم أكثر مازالوا ينتظرون دورهم في الشهادة دفاعاً عن تراب مصر الذي هو أغلي من كنوز الدنيا ولكن لا يعرف قيمته الخونة ممن لا يؤمنون بوطن.