المساء
مؤمن الهباء
دم الشهداء يبعث الحياة
مهما تعددت جرائم الإرهاب وتنوعت أشكالها. ومهما ثقلت المؤامرات وتكاثرت أطرافها. فإن مصر سوف تخرج قوية منتصرة مرفوعة الراية في معركتها ضد الإرهاب ومن يقفون وراءه بالدعم والتأييد. لاتركع إلا لله الواحد الأحد. هكذا كتب التاريخ ويكتب عن أرض الكنانة المحروسة بخير أجناد الأرض.
ورغم شدة الألم وعمق الجروح النازفة والشهداء الأبرار الذين سقطوا ويسقطون كل يوم ويروون بدمائهم الزكية أرض الوطن فإن اللحظة الراهنة هي لحظة الصمود بامتياز. لحظة إعلان القدرة الفائقة علي التصدي والنصر علي التكفيريين وخوارج العصر. لحظة التفاف مصر حول نفسها وتأكيد ثقتها في قدراتها لتحمي وحدتها الوطنية وترابها الغالي. وتنتفض لتعلن للعالم أجمع أنها ما ضعفت وما استكانت. وما نال منها الإرهابيون الجبناء. ولن ينالوا.
مصر القوية قادرة علي استحضار روح المقاومة دائما. روح إيزيس الشجاعة الصبورة. وقادرة علي أن تغني أناشيد "أولاد الأرض" من جديد لتبعث الحياة بدم الشهداء:
وعضم ولادنا نلمه.. نلمه نسنه.. نسنه ونعمل منه مدافع وندافع.
من أشلاء الأبرياء الصامدين علي ثغور الوطن. ومن حزن الثكالي. سنكتب لمصر الخلود. وسنكتب بمداد النور المجد للشهداء الذين هم أحياء عند ربهم يرزقون:
المجد للشهداء
المجد لمصر وللمصريين
والعزاء لنا جميعا
كل رجال الجيش والشرطة الذين يواجهون الإرهاب الأسود أبطال شجعان. من قضي نحبه منهم ومن ينتظر. كلهم فدائيون لا يهابون الموت. نذروا أنفسهم لنصرة الوطن ورفع رايته عالية خفاقة. وضحايا الإرهاب من المصريين جميعا شهداء عند ربهم يرزقون. سوف يتقبلهم ربهم بقبول حسن إن شاء الله.
"يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".
لن تفرقنا ضربات الإرهاب في سيناء أو في العياط والخانكة والإسكندرية وطنطا كل أرضنا جبهات حرب. وكل مواطنينا مشاريع شهداء. لن ترهبنا الأسماء الحركية للمجرمين الخونة الذين باعوا أنفسهم للشيطان. سندوس علي الرقاب والأسماء البالية الجاهلة حتي نصل إلي بر الأمان. ويرتفع اسم مصر عاليا نقيا طاهرا من كل دنس.
الضربة التي لم تقصم ظهرنا ستقوي عزيمتنا. ولن تقصم ظهرنا أية ضربات إجرامية. بالعكس ستقترب صفوفنا من بعضها البعض. ستتشابك أيادينا. وتلتقي سواعدنا معا في لحظة الخطر. ولن نستسلم أبدا للإرهاب الهمجي. سوف يشهد لنا العالم أننا أمة تقوي عزيمتها أمام المحن. ويظهر معدنها الأصيل في وقت الشدائد.
ستظل مصر محفوظة بحول الله وقوته. لن تسقط أبدا مهما تكاثرت عليها المؤامرات والابتلاءات والمحن. لأنها موعودة بالأمن والأمان "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين".
مصر هي طيبة الطيبة التي ناصرت الحق وانتصرت له علي مر الزمان. وكثيرا ما دفعت الثمن غاليا لدفاعها عن إرادة الشعوب المستضعفة. ولوقوفها في وجه الطغاة الباغين الظلمة. وكثيرا ما اقتسمت اللقمة مع أشقائها وأصدقائها المطرودين والمهاجرين من ديارهم وأوطانهم رغم ما تعانيه هي من ضيق وشظف العيش. وهي اليوم تقف حجر عثرة في وجه الإرهاب بكل تشكيلاته ودوائره كي تستأصل هذا الفيروس الخبيث الذي يهدد سلام العالم أجمع.
رحم الله شهداءنا الأبرار. وحفظ دماء المصريين الشرفاء. وأعاننا علي دحر الفئة الباغية من الإرهابيين ليظل وجه مصر جميلا مشرقا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف