لا شك أن لكل إصلاح ضريبته وآثاره الجانبية السلبية وأن الاختلالات الاقتصادية في مصر كبيرة وخطيرة، وهي حصاد عقود من الإهمال والتسويف والانتهازية السياسية، لكن مهارة الحكومة الناجحة تظهر في امتصاص وعلاج مثل هذه الآثار أولًا بأول؛ حتى لا يزداد الفقير معاناة وفقرًا..

ليس بالرقابة المحكمة للأسواق، ولا بمنع الاحتكار وضرب المحتكرين والغشاشين فحسب، بل بتمكين الفئات الضعيفة وطرح البدائل وتحقيق الوفرة في السلع، والجودة في الخدمات والمنتجات، وتوسيع دائرة الحماية الاجتماعية للحفاظ على المجتمع وإحياء الطبقة المتوسطة الحاضنة الحقيقية للإبداع والتقدم.. وليس بالاكتفاء بتعويض عجز الميزانية من جيوب المواطنين الذين تحملوا عبء الإصلاحات الاقتصادية في كل العصور.