الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. سناء البيسي .. ومحمد العزبي
هي نسمة ربيع في ليلة صيف حار.. لها عبير جميل وتعبير دقيق. اشتاقت للتعلم واشتاقت الجماهير لإنتاج القلم.. عادت والعَوْدُ أحمد.. عادت سناء البيسي الرقيقة الدقيقة.. عباراتها لها عبير وكلماتها ذات تعبير.. بشرة خير.. في انتظار قلم محمد العزبي بإذن الله تعالي.. اشتقنا لأسلوبه الساحر وكلماته التي تنسيك نفسك وتعتقلك. حيث أنت.. اشمعني هو؟!.. لقد ذاق كل أنواع الاعتقال من أجل أن يكتب لك.
* * *
الصحافة مهنة وفن.. فهي قطعاً مهنة لها نقابة. ولكن لكي تنجح في المهنة لابد أن تؤديها بفن.. ليس مجرد أداء يدوي أو حتي عقلي فقط.. بل بحب.. بحب وتضحية.. يجب أن تضحي كثيراً من أجلها.. هذا هو الحب الحقيقي.. دوق وندسور تنازل عن إمبراطورية من كندا إلي استراليا. مروراً بمصر والهند من أجل حبه لامرأة مطلقة!!.. الإمبراطورية لا تغيب عنها الشمس 24 ساعة. إذا غربت في كندا أشرق في الهند واستراليا.. كل حب في الدنيا يحتاج لتضحية ما.. الزوج مصر علي الطلاق منذ فترة. وفي ثانية يعدل عن رأيه.. الحب أقوي من أي شيء علي الأرض.. وأحياناً التضحية قد تمس ولو من بعيد كرامة وكبرياء من يعتد بنفسه.. ويعتبرها أغلي ما يملك.. من كثرة شهرته وعمله ومعرفة كل الناس له.. وربما يرسم الناس صورة له في خيالهم يخشي أن تهتز هذه الصورة عندهم!!.. قد يضحي بعض الشيء. ولكن الحب يتغلب في النهاية!!
* * *
لا أريد أن أكرر نفسي..
سبق أن كتبت عن محمد التابعي.. قمة الصحافة الكبري الحقيقية.. محمد التابعي الذي كان كل كبراء وعظماء البلد أصدقاؤه أو يتمنون صداقته.. وزيارته في منزله المشهور 11 شارع ابن زنكي في الزمالك.. فضلاً عن كل نجوم ونجمات مصر والدول العربية.. ولكن نظراً لظروفه المالية المرتبكة دائماً وأبداً.. في يوم ما شعر بأن كرامته وكبريائه لن يكونا كما يريد إذا ظل يقترض لشراء ورق مجلة "آخر ساعة".. فقام ببيعها فوراً.. وقولته المشهورة: "سقط قلمي في الطريق. فمن يجده يعطيه لمصطفي أو علي أمين"!!!... ولكن ماذا حدث بعد ذلك؟!.. لم يستطع أن يبعد عن الصحافة!!.. ما أن فتحت صديقته روز اليوسف. مجلتها الشهيرة. حتي عمل مجرد محرر عندها!!.. الصحافة "الحقيقية" حب وبهدلة!!.. كما قيل من قبل.
* * *
ونروح بعيد ليه؟!!
السد العالي الأدبي.. عباس العقاد.. بعد أن قضي الستة أشهر سجن في سجن الأجانب بميدان المحطة.. بتهمة إهانة الملك.. خاف علي سمعته في بلده التي لا تفرق بين سجين سياسي وهو شرف وكرامة وكبرياء.. وبين قاتل وسارق وضعوا في يديه الكلابشات.. فأقام بالقاهرة ولم يسافر إلي أسوان. وأخذ يبيع مقالاته للصحف. وهو الذي تتمني الصحف الكبري أي مقال له.. الصحافة حب وتضحية!!.. وأي تضحية؟!.. كان الله في عوننا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف