الجمهورية
طارق الأدور
الحكام لا يمنحون ألقابا
لم أشأ أن أناقش أخطاء التحكيم في مقالاتي لأنني اعتبر أن تناول الأخطاء بشكل موسع كما يتم عندنا في البرامج والاستديوهات التحليلية لن يزيد التحكيم إلا تراجعاً ولن يسهم في إصلاح الأخطاء.. بل سيزيد الحكام توترا وبالتالي سينعكس ذلك علي أدائهم وسيرتكبون المزيد من الأخطاء.
وأري أن الحكام لا يمكن أن يمنحوا الألقاب لأي فريق وبخاصة إذا كان الأمر يتعلق بمسابقة طويلة مثل الدوري.. وإنما يمكن أن تتسبب في فوز فريق بمباراة أو أكثر ولكن لن يكون الحكام أبداً مساندين لفريق علي طول الخط ليحصد بطولة طويلة مثل الدوري.
ولاحظت في الفترة الأخيرة تراشقاً بين جماهير الكبيرين الأهلي والزمالك حول مساندة التحكيم لهما في مسيرة الدوري هذا الموسم.. فجمهور الزمالك يري دائماً أن الأهلي يحصل علي ألقابه عن طريق أخطاء الحكام.. بينما يري جمهور الأهلي أن الزمالك هو المستفيد الأكبر من أخطاء الحكام وأن ما يقوله جمهور الزمالك هو الشعور بعقدة الظلم نتيجة ابتعاد البطولات لفترة طويلة.. وبين هذا وذاك تدور الحوارات اللانهائية بين الطرفين دون ان يلجأ أحدهما لتحليل فني دقيق لأداء كل فريق وأسباب انتصاراته أو هزائمه.
وقمت في المواسم المنصرمة بعمل احصائية أتناول فيها ما يتفق عليه الأغلبية العظمي من المتخصصين للأخطاء التي تصب لصالح كل فريق أو ضده وأقوم بحساب الفارق بين هذا وذاك لكلا الفريقين لأجد في النهاية ان الفارق قد يكون صفراً أو نقطة واحدة في وقت حسم فيه البطل مسابقة الدوري بفارق عشر نقاط مثلا وهو أمر غير مؤثر بالمرة علي جدارة الفوز باللقب.
وفي هذا الموسم تفوق الزمالك من بداية الموسم بفنياته قبل ان يكون بالاستفادة من أخطاء التحكيم التي ربما في رأي الكثيرين قد صبت أكثر لمصلحة الزمالك فبدأ صراع الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعي بين أنصار الفريقين دون ان يلجأ أحد إلي تحليل العناصر الفنية التي كان لها الكلمة العليا في صدارة الزمالك للمسابقة بفارق كبير عن ملاحقيه إنبي والأهلي.
وعندما كتبت في هذا المكان من قبل ترشيحاتي بأن الزمالك سيكون بطلاً للدوري هذا الموسم لعدة عوامل فنية وعلي رأسها وفرة البدلاء في كل المراكز وبالتالي وجود دكة قوية لا تقل عن من في الملعب.. وحالة الاصرار الكبير الذي تولد عند لاعبي الزمالك لتحقيق الفوز حتي ولو كان في اللحظات الأخيرة للمباراة ثم التفوق الدفاعي الكبير للزمالك الذي أدي لعدم اهتزاز شباك الفريق بالأهداف في آخر سبع مباريات.
والعجيب أن ذلك جاء في الوقت الذي تبادل فيه أربعة مدربين علي مهمة الإدارة الفنية للفريق.. وكان اللاعبون دائماً في الميعاد للحسم.
وفي المقابل عاني الأهلي الأمرين في عصر خوان كارلوس جاريدو أسوأ مدرب أجنبي جاء إلي مصر والذي كان ضد لاعبيه أكثر من منافسيه. فأطاح بهم معنوياً ونفسياً قبل ان يكون فنياً فوصل الفارق إلي ما يصعب تعويضه.
ودائماً أهمس في أذن الجماهير المتعصبة ان تقلل من الاستناد إلي الحكام لتحليل نتائج أي فريق.
فالأخطاء موجودة في كل ملاعب العالم ولكن في النهاية يفوز دائماً من يستحق ومن كانت له الكلمة الفنية العليا. ولو حقق الزمالك اللقب كما أتوقع.. فالأمر سيكون لتفوقه الفني. قبل ان يكون بسبب الحكام.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف