أحمد عبد التواب
كلمة عابرة .. الجزيرة.. ونضال آخر الزمان!
سؤال: بماذا يمكن أن يُوصَف مذيع قناة الجزيرة مصرى الجنسية عندما يُعلِّق على الجريمة الإرهابية الأخيرة فى رفح فينعت الإرهابيين بأنهم مقاتلون أشدّاء، ويُبدِى دهشته من قدرتهم على الصمود وإلحاق الخسائر بالجيش المصرى طوال هذه السنوات برغم كمية النيران الموجهة إلى صدورهم؟!.والإجابة: لو لم يكن هذا المذيع وزملاؤه المصريون العاملون معه يتقاضون أجوراً مبالَغا فيها مقارنة بسوق العمل المماثل، لكان يمكن تقبل الدفاع عنهم بأنهم يُقومون بعمل احترافي، أو أنهم يُعبِّرون عن عقيدتهم السياسية، وحتى كان يمكن أن يبلغ دفاعهم إلى الزعم بأنهم هم الذين يستغلون الجزيرة فى سبيل الترويج لقضيتهم. أما وأن الجزيرة تدفع لهم بهذا السخاء، الذى ينعم به أيضاً الضيوف الدائمون المغردون بنفس النغم، فلا مناص من اعتبارهم مأجورين لصالح الجزيرة ولخدمة خط لم يشاركوا فى صنعه، بل وينتفعون من الالتزام به! خاصة أنه وصل الأمر ببعضهم إلى حد المغالاة على ما هو مرسوم بالتطوع باستخدام السباب تعمدا لإلغاء إمكانية العودة إلى مصر، وإلا لخضع للمساءلة القانونية! أى أنه يُلقِى على كاهل الجزيرة أن تبقى عليه حماية له من تبعات تفانيه فى خدمتهم، التى هى بالنسبة له مجرد مصدر اكتساب حتى لو كان يسميه نضالاً!
كان المناضلون عبر العالم، قبل قناة الجزيرة، يتعرضون للتضييق فى لقمة العيش، والمنع من السفر للخارج، بل وفى الانتقال داخل الوطن، وإذا أفلتوا من قبضة النظم التى يعارضونها كانو يحرصون على إبداء استقلالهم عن الدول الأخري، وإذا أجبرتهم قلة الاختيارات على التعاون مع الخارج لم يكونوا يوجهون سهامهم ضد اختيارات شعوبهم، بل كانوا يظهرون التعاطف مع مواطنيهم ووطنهم فى كل الأزمات. أما نضال الجزيرة الجديد، فهو غير معهود فى التاريخ المصري، وربما لا يجد شبيهاً فى تجارب أخري، حيث يتكسب المناضل الجديد بأكثر مما يحلم به مواطنوه العاملون فى قطر فى مجالات أخري، الذين تحصلوا على عقود عمل تجبرهم على العمل الشاق فى حدود المطلوب مع الالتزام بتكميم أفواههم!