الأهرام
ماهر مقلد
نقطة تحول .. الاعتذار لا يكفى
فى المسائل التى تمس الأمن القومى والخصوصية الوطنية لا مجال للاجتهادات وبث مقاطع الفيديو غيرالموثقة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى كما لو كانت مقاطع عادية كونها تضر ضررا بالغا بمصالح الوطن العليا.

هب ان كاتبا أو إعلاميا تلقى فيديو بهذه الخطورة هل يبادر من تلقاء نفسه ويضعه على صفحته مباشرة وهو يدرك حساسية ما يفعل؟

هذا السؤال يحتاج إلى إجابة قاطعة لأن ما يمس القوات المسلحة هو سرى جدا وغير مسموح التعامل معه قبل بثه من قبل المتحدث الرسمى للقوات المسلحة.

من البديهى أن يفكر الإعلامى فى تحقيق الانفراد والسبق فى بث المعلومة والخبر لكن كيف يكون الحال بعد أن يكتشف أن ما بثه ليس دقيقا وغير صحيح هل يبادر بالاعتذار أم يصمت.

قد يكون الاعتذار وحده لا يكفى لكنه فى مثل هذه الحالة هو مقبول لأن النوايا كانت مخلصة والهدف هو إظهار المعدن الأصيل والروح البطولية للشهيد القائد.

وقطعا نال المقطع فى بداية بثه اهتماما كبيرا بعد أن أظهر شجاعة وروحا معنوية عالية لكن بعد نفى المتحدث العسكرى صحة المقطع تبين أنها مؤامرة لها أهداف أخرى وتورط فيها البعض بدون قصد وهو درس يجب التوقف امامه بعيدا عن كل الاعتبارات حتى لا يتكرر وتكون هناك بالفعل مسئولية وطنية تضمن عدم تسريب مثل هذه الرسائل التى لا تخدم الأمن القومى ولا مصالح مصر.

ولا معنى هنا لتكرار عبارات إنه كان يتوجب مراعاة الدقة ووضع كل الاحتمالات فى مكانها أو سرعة التواصل مع الجهات المسئولة قبل البث او النشر فهذا فرض عين على كل مصرى، فليس كل ما يعرف هو انفراد وليس كل ما يتاح مسموحا بثه، فهناك من الأسرار الكثير.

رحم الله الشهداء الأبرار وكل الشكر لجيش مصر البطل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف