إلى أى مدى يمكن أن ترتمى قطر فى أحضان الأنظمة المارقة والدول الطامعة بعد أن لفظها الحضن العربى ؟!!
لقد حملت إلينا الأنباء الأول أمس أن قناة الجزيرة القطرية عرضت فى إحدى نشراتها الإخبارية خريطة كتبت عليها كلمة «الخليج» بدلا من «الخليج العربي».. وهو تصرف لا نعتقد أنه برىء أو سهو فى ظل هذه الأجواء الملبدة بين قطر وجيرانها الخليجيين.. وأغلب الظن أنه متعمد فى سلسلة سياسة العناد والمكابرة لحكام قطر بعد ردهم السلبى على المطالب العربية.. الأمر الذى جعل صحيفة البيان الإماراتية التى أوردت النبأ لوصف تصرف القناة بأنه «استفزازي»!!
ولا أدرى أى مصير ينتظر هذه الدويلة الثرية التى تقيم على نفقتها قواعد عسكرية أجنبية فوق أراضيها.. غير مكترثة بالعواقب الكارثية الوخيمة التى يمكن أن تسفر عنها هذه القواعد إذا ما تعارضت المصالح وجدت فى الأمور أمور بالشكل الذى يخدم الدولة صاحبة القاعدة وضد دول المنطقة مجتمعة وفى مقدمتها قطر نفسها وإن ظنت خطأً أنها جاءت لحمايتها والدفاع عنها!!
فبعد قاعدة العديد التى تعد أكبر قاعدة جوية أمريكية فى الشرق الأوسط ويتمركز بها نحو عشرة آلاف جندى.. هاهى تستقدم جنودا أتراكا فوق أراضيها من خلال قاعدة جديدة تعتبر أول منشأة عسكرية تركية فى المنطقة سيتمركز فيها ثلاثة آلاف جندى وستغطى قطر ــ طبقا للاتفاق - جميع نفقات بنائها ونفقات الجنود طيلة فترة وجودهم بها.. حيث اشترطت أنقرة أن يتم توسيع القاعدة حسب التطورات الطارئة، وألا تكون محدودة زمنياً!!
لقد تسببت سياسات حكام الدوحة الخرقاء فى عزلها عن محيطها العربى بعد أن «طفح الكيل» طبقا لتعبير الخارجية السعودية، وبعد أن وجهت لها أكثر من رسالة تحذير عبر أشقائها الخليجيين والعرب.. ويبدو أنها تحاول الآن اتباع سياسة «شمشون» لهدم المعبد على الجميع.. ولكن الله سيهلك بقوته وجبروته الدول الظالمة والمتآمرة وسينقذ برحمته وفضله الدول المؤمنة المسالمة.