مرسى عطا الله
نجوم برشلونة وصور تميم!
هذا الرد السلبي من جانب نظام الحكم في قطر علي قائمة المطالب التي اشترطتها مصر والسعودية والإمارات والبحرين لإعادة تطبيع العلاقات مع الدوحة ليس علامة قوة وإنما هو دلالة ضعف لأنه يمثل عملية هروب وفرار من الالتزام الحقيقي الذي تفرضه متطلبات بناء حد أدني من العلاقات الطبيعية بين الدول العربية.
لقد اختار حكام الدوحة الهروب من مواجهة النفس والذات بل إن خطابهم الإعلامي بدأ يمثل ما هو أبعد من العودة إلي الوراء وإلي أوهام القدرة علي تكثيف جرعات التحريض وإثارة الفتن ونشر الشائعات كغطاء وساتر لأجندة التآمر ودعم ورعاية جماعات وفصائل التطرف والعنف والإرهاب.
وفيما يبدو فإن حكام قطر يريدون إطالة أمد الأزمة لأنهم يدركون أنهم لن يكون لهم مكان في المنظومة العربية إلا بالتخلي عن سياسات مازالت الدوحة تري أنها تمثل شرعية وجودها وإرضاء طموحاتها وخدمة أغراضها ومن ثم فإن استمرار الأزمة وزيادة حدة التوتر يمكن توظيفه إعلاميا كانتصار سياسي لدولة صغيرة في مواجهة تحالف عربي كبير مضاد لها.
نحن إذن إزاء سياسة مغامرة ومقامرة بدأت تتضح بعض ملامحها علي شكل مبالغات في تضخيم ما يتردد عن اتساع نطاق التأييد الدولي الرافض لمطالب الدول الأربع وخاصة ما يتعلق بمطلب إغلاق قناة الجزيرة وتوابعها تحت لافتة الدفاع عن حرية الصحافة والإعلام رغم عدم دقة وصحة هذه المزاعم القطرية ودون إدراك إلي أن مثل هذا الرهان الأحمق يعكس توجهات محفوفة بالخطر في أجواء عربية وخليجية مشحونة بالغضب وعدم الرضا عن مناورات الدوحة.
ومهما يكن من الأمر ومهما امتلكت قطر من ألاعيب ساذجة بلغت حد استدعاء نجوم نادي برشلونة الإسباني لعمل مظاهرات تأييد للأمير تميم ورفع صوره في ملاعب الدوحة فقد انكشفت الحقيقة وأدركت قطر قبل أي دولة أخري أن كل عبثها قد انفضح وإنها لن تحصد في نهاية المطاف سوي الخيبة والفشل لأن أخطاء الحساب السياسي قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء ولن تكفي أموال النفط والغاز لاستعادة الدفء العربي إذا فات الأوان.
خير الكلام:
<< ارتداء الأقنعة لا يخفي الملامح الحقيقية عندما تسطع الشمس!