التراث السياسي للمصريين منذ عصور الفراعنة يجعل الحكومة بمثابة الأب، فهي الركن المكين الذي يأوي إليه المواطن ويلوذ به في الشدائد، وهي أيضًا مصدر الآلام وسبب المنغصات.. وكلما أنجزت الحكومة وأنتجت وأصلحت زادت ثقة الشعب فيها، وتأييده لها، وإذا تراجع أداؤها وفرضت على الناس مزيدًا من الأعباء تبددت تلك الثقة، وزادت مشاعر السخط عليها، واعتبرها المواطن سببًا لكل ما يعانيه من غلاء وتدهور في التعليم والصحة والمرافق والاقتصاد وحتى المشكلات الاجتماعية وزيادة معدلات الطلاق والبطالة والعنوسة.

مهمة الحكومة في كل العصور هي تدبير أحوال الناس والسهر على راحتهم ورعاية مصالحهم وتدبير احتياجاتهم وحسن إدارة الموارد والنظم بصورة فعالة، ومواجهة ما يهددهم من مخاطر داخلية وخارجية وحماية المصالح العليا للبلاد.. فهل أدَّت الحكومة ما عليها في هذه المجالات.. والأهم: هل رضي المواطن عن أدائها ؟