عصام العبيدى
خيانة.. على أرض الفيروز!!
لم تكن مفاجأة.. ما أعلنه الشيخ يوسف.. شيخ إحدى القبائل السيناوية.. فى مداخلته على قناة النيل للأخبار.. مساء يوم حادث العريش المفجع، فقد أكد الشيخ أن هناك خيانة من بعض البدو فى سيناء.. بل وتعاون وتعاطف من بعضهم.. مع الإرهابيين.. وعلى ضوء هذا يخفونهم ويقدمون لهم خدماتهم!!
وعندما أقول إن حديث الشيخ ليس مفاجئاً.. فأنا أعنى هذا التعبير.. بل دعونى أقل لكم إن الأجهزة الأمنية فى سيناء.. لديها معلومات هائلة حول هذا الملف المسكوت عنه.. الذى يخشى الجميع الاقتراب منه!!
فهو من ناحية يغضب بعض المتعصبين من البدو.. الذين يرون مجتمعاتهم ملائكية لا تعرف الغدر أو الخيانة.. ويدافعون بالباطل عما يعتقدون.. رغم أن العلم والمنطق يقول لكل قاعدة شواذ.. فلا يخلو مجتمع أياً كان من وجود أخيار وأشرار..
كما أن الدولة تسكت عنه حتى لا يتهمها أحد بالإهمال فى كشف هؤلاء الخونة المندسين.. وسط رجال البدو الشرفاء.. الذين أثبتوا وطنية لا نظير لها.. خلال الفترة من عام 67 حتى نصر أكتوبر المجيد.. وكان كل واحد فيهم.. بمثابة وحدة استطلاع متنقلة.. استفادت منها قواتنا المسلحة أعظم استفادة!!
لكن كل ذلك لا يجعلنا نغض البصر.. عن وجود خيانة من بعض البدو هناك.. فليس معقولاً أن أكثر من 80 شخصاً.. يركبون أكثر من 12 سيارة دفع رباعى.. ويسيرون وسط الشوارع دون أن يلحظهم أحد؟!
فلا بد أن هناك من شارك.. ومن خطط.. ومن رصد.. ومن تتبع.. وقدم كل الخدمات اللوجستية.. من أجل نجاح هذا المخطط الشيطانى..
فوجود الخيانة على أرض الفيروز أمر مفروغ منه.. ومن هنا ينبغى كشفه وعدم السكوت عليه.. فلا يعيب آلاف الشرفاء من أشقائنا من البدو.. أن يكون بينهم العشرات من الخونة.. والمتعاونين مع شياطين «داعش» وإخوانهم من باقى التنظيمات!!
كما ينبغى على شرفاء البدو تطهير قبائلهم من دنس هؤلاء الخونة.. وكشفهم لجهات الاختصاص.. حتى ﻻ تصاب قبائلهم بالأذى.. من جراء أفعال هؤلاء.. فقد ثار حديثً قوى.. ومطالبات أقوى بترحيل البدو وإجلائهم من شمال سيناء.. وتحديدًا فى المناطق الملتهبة.. التى تشهد كل يوم عمليات جديدة.. وسقوط شهداء كل يوم..
فنتمنى تعاوناً أكبر من أشقائنا البدو.. وكذلك نتمنى من الدولة توفير الحماية الكافية.. للحفاظ على حياة هؤلاء الوطنيين الشرفاء.. لأن الإرهابيين يعتبرونهم خونة.. ويقومون بخطفهم.. وإجراء محاكمات هزلية لهم تنتهى بإصدار الحكم بقطع رؤوسهم!!
وكم من مرة وجدت جثث لسيناوية شرفاء.. بدون رأس حتى تحمل بصمات هؤلاء الأشرار.. حتى يروعوا المواطنين الشرفاء.. يمنعوا أهل سيناء من التعاون مع الجيش والشرطة.. وإلا فإن جزاءهم سيكون قطع الرؤوس!!
يا سادة بدو سيناء فى أغلبهم شرفاء.. لكن الخيانة واردة.. وهنالك من الإرهابيين.. يتخذونهم ونسائهم وأطفالهم كدروع بشرية.. للاحتماء بهم.