الأهرام
سمير شحاتة
إسرائيل تغنى «حسستك بالأمان»
أرادت الشرطة الإسرائيلية أن تحسن صورتها فى قرى عرب إسرائيل وأعطاؤهم الأمان، لاعتزامها إنشاء المزيد من النقاط الأمنية بتلك القرى، استخدمت لافتات للدعاية بالطرقات تحمل صور الفنان هانى شاكر مع كلمات أغنيته »حسستك بالأمان.. واديتك الحنان«، قد تبدو طريقة ساذجة للتودد للعرب ولكنها تعكس حقيقة مهمة أكدها شاعرنا سيد حجاب (احنا ولاد البلد نقول الضرب فى الميت حرام، وهم يقولون اللى تغلب به العب به).. السخرية ان نفس الأغنية تقول فى نهايتها (غلطة وندمان عليها)! تدرك إسرائيل مدى تأثير الفن والفنان المصرى فى الشارع العربى، وتمتلك أفلاما نادرة لانملك نحن حق عرضها، بعد التفريط فيها بثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى، نهبها أثرياء عرب بمساعدة ناس غير آمنين على تراث بلدهم، وإن قاموا بترميمه لإدراكهم قيمته التاريخية والفنية، وتسرب بعض منه لإسرائيل، تتضمن أفلاما وثائقية نادرة عن مصر وفنانيها وعلمائها، من بين ماشاهدته فيلما عن تحية كاريوكا، وكيف حولت الرقص إلى فكر والجسد إلى لوحات تشكيلية فلسفية لتكون أيقونة الثفافة المصرية، كما قال عنها المفكر الفلسطينى إدوارد سعيد إنها مثل أم كلثوم تحتل موقع الرمز المرموق فى الثقافة الوطنية، بينما نستهين نحن بهذا التاريخ، بل ونسخر منه أحيانا، فعندما قدم المخرج حسن الإمام إفلاما متميزة لبديعة مصابنى وبمبة كشر باعتبارهن جزءا من نسيج الحياة الاجتماعية، أطلقوا عليه لقب مخرج العوالم! نحن لا ندرك قيمة ما نملك من ثروة فنية وتراث يحاول البعض طمسه أوبيعه بينما أكثر البلدان عداء لنا يدركون قيمة مانملك ويسعون لتجريدنا منه.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف