الأهرام
علا السعدنى
نهاية مأساوية لغادة عبد الرازق
هناك تهافت غير طبيعي من جانب الفنانين والمشاهير عموما , يصل لحد الجنون والهوس ليس في مصر وحدها بل في العالم كله , تجاه مواقع التواصل الاجتماعي كي يتواصلوا مع معجبيهم وجماهيرهم
وبعدما كان مشاهير زمن الفن الجميل يعيشون بعيدا تماما عن العيون , وكأنهم في برج عاجي مثلهم مثل النجوم مكانها في السماء وليس الأرض
أصبحنا اليوم نري النجوم الحاليين وهم منتشرون وفي متناول يد الجميع بسبب ظهورهم في شبكات التواصل عمال علي بطال , وهم يستعرضون حياتهم اليومية بكل تفاصيلها هكذا علي الملأ سداحا مداحا , دون مراعاة أن تكون هذه التفاصيل صالحة للعرض , أم أنها كانت تحتاج لمشرط الرقيب !

والنتيجة هي ما نشاهده يوميا من مهازل وفضايح كان أخرها للفنانة غادة عبد الرازق , التي أصبحت فجأة في حالة هوس مستمر لنشر صورها " السيلفي " عبر موقع الصور الشهير " إنستجرام " وكأنها تريد أن تغطي علي فشلها الذريع في مسلسلها الأخير " أرض جو " !

وأخر ما كانت تتوقعه غادة وهي تقضي أجازتها الغير سعيدة في " جزر المالديف " , بسبب ما قامت به من بث فيديو لها علي الهوا " لايف " من داخل غرفة نومها , فظهرت علي هذا الوضع الغير لائق الذي شاهدناه جميعا مؤخرا !

وطبيعي أن الدنيا تقوم قيامتها منذ ظهور هذا الفيديو الفضيحة ولا تقعد ولا تهدأ حتى تلك اللحظة , لأن ما فعلته الفنانة الشهيرة ليست مجرد واقعة أو حادثة وتعدي , بل هي سابقة جديدة وخطيرة

فالجميع في حيرة ودهشة من تصرف " غادة " وهل كانت علي وعي , أم وكما تردد بأنها كانت في حالة " سكر " وبالتالي لا تدري ما تفعله ؟

وعلي كل حال فمهما قدمت عبد الرازق من اعتذار وتبرير لموقفها بأنها كانت في حالة عدم وعي بسبب ما تتناوله من أدوية نفسية منذ أكثر من ربع قرن , فهذا لن يغير من فداحة الأمر فالفضيحة قد وقعت وحدث ما حدث

وبعيدا عن تنصيب أنفسنا لدور القاضي أو الواعظ فكيف لنا أن نصدقها وهي سبق وأكدت في بداية الواقعة أن الفيديو كان مفبرك وغير صحيح !

وحتى لو سلمنا بصدق ما قالته في أول الأمر أو اعتذارها الأخير , فهذا لا يعفيها من الخطأ بل الخطيئة التي ارتكبتها أولا لأنها صورت نفسها داخل غرفة نومها

وهو ما يتنافي مع طبيعتنا وأخلاقنا التي تراعي خصوصية الحياة الشخصية خاصة إذا كانت تتعلق بسيدة أو امرأة عموما , فما بالنا إذا كانت شخصية شهيرة مثل غادة !

أما الخطأ الأكبر في تصرف غادة وهو من وجهة نظري أخطر من سابقه , فكان في هذا الاستفزاز لمشاعر الناس الغلابة التي تعاني وتصرخ يوميا من غلاء الأسعار , بينما هي تتمرغ في العز وتتباهي بوجودها في " جزر المالديف " التي ربما لم يكن يسمع عنها أحد إلا بعد واقعتها الأخيرة !

وكان من المفروض بعد فضيحة الفيديو الخاص بها أن تختفي عن الأعين تماما حتى الحال يهدأ , إلا أنها ومن شدة تماديها في حالة اللامبالاة ظهرت لنا من جديد ولكن هذه المرة كانت في " موناكو " ولم تنسي أيضا أن تبث لنا صورها بالبكيني !

يا غادة رفقا بالناس وارحمي مشاعرهم وكفي عن استفزازهم بمظاهر ثرائك الفاحش بينما هم يعيشون في فقرهم المدقع

كنا نتمنى طبعا ان تفعلي هذا برأيك وليس بقوة القانون بعدما قدم المحامي الشهير دعوي ضدك بتهمة فعل فاضح علي الهواء
وفي حالة لا قدر الله وتم إدانتها , فهل راعت غادة يوما ما أن تختتم مسيرتها الفنية بتلك النهاية المأساوية !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف