كل المؤشرات القادمة من منطقة الخليج ومن داخل أروقة مساعي الوساطة الدبلوماسية لحل الأزمة مع قطر لا تبشر بانفراجة في المنظور القريب وإنما علي العكس فإن كل الدلائل تشير إلي أن المسافات تزداد بعدا وإن احتمالات تصعيد الصدام بإجراءات عقابية جديدة ضد نظام الدوحة هي الأرجح!
وهذا الذي أقوله ليس مفاجأة لكل الأطراف وليس نشرا للتشاؤم ولكنه الحقيقة لأن أسباب الأزمة لم تخف وإنما تسعي الدوحة لتعميقها بعقد وحساسيات تتغذي بسوء الفهم وسوء النية.
ولا شك أن اتساع الفجوة الناجم عن سلبية الرد القطري علي مطالب الدول الأربع يعكس رغبة شريرة في تعميق الفرقة وتشتيت الجهد العربي والإيحاء بأن التناقضات العربية تناقضات عميقة الجذور لإشاعة أجواء الحيرة وتكريس مشاعر اليأس في نفوس الشعوب العربية.
وإذا كان حكام قطر يراهنون علي عنصر الوقت كمدخل لتبريد الأزمة فإنهم بذلك يخطئون الحساب لأن امتلاك الدول الأربع لسلاح الصبر لن يثنيها عن التمسك بتلبية مطالبها المشروعة لوقف الممارسات السياسية والإعلامية غير المسئولة من جانب قطر.
ويعزز من صحة ووحدة وثبات موقف الدول الأربع أنها تملك الأدلة والوثائق التي تكفي لحسم الصراع المفتعل بين الأكاذيب التي ترددها أبواق الدوحة وبين الحقائق التي تخرس الألسنة بحسن التعبير عن الواقع وبقوة الحكمة والمنطق بشأن جميع الوقائع التي تملكها الدول الأربع.
والإنصاف يقتضي أن أقول بأن السعودية والإمارات والبحرين علي اتصال دائم ووثيق مع القاهرة لمتابعة كل التطورات لحظة بلحظة ولإغلاق كل محاولات النفاذ الإقليمي والدولي لإحداث شرخ في جدار الموقف الصلب والموحد للدول الأربع تجاه الأزمة تحت مظلة الإدراك بأن أصعب المواقف في الأزمات دائما هي مواقف الثبات والالتزام بالمباديء بصرف النظر عن أي متغيرات طارئة!
خير الكلام:
<< الضلال أعمي فالأغبياء لا يرون الحماقات التي يرتكبونها !