اتسعت دائرة البنائيين. وازداد عطاء المخلصين.. واندفعت دماء الاصلاح والتطوير في شرايين معظم المؤسسات والقطاعات.. وسرت روح الإرادة والعزيمة في أوصال الادارات والمنشأت.. واتحد "الجميع" لدفع مسيرتي البناء والتنمية.. والوصول بالدولة المصرية إلي مكانة تليق بريادتها وعراقتها.
لكن.. كل هذه الخصال الحميدة. والصفات النبيلة.. لم تعرف طريقها بعد إلي اغلب ادارات الأحياء في القاهرة والجيزة.. واغلب القري والمراكز!! بل علي العكس.. أصرت علي مواقفها المخزية. وأبقت علي أساليبها الخاطئة ومضت في مشوار التخاذل والتقاعس!
بالضمائر الميتة.. تضاعفت المخالفات. وتناثرت الاشغالات وانتشرت القمامة.. وبالذمم الخربة ارتفعت الادوار المخالفة.. وتدهورت الخدمات. وتحكمت البيروقراطية.. وفي غيبة الرقابة.. توغل الفساد في كافة الادارات.. وباتت الرشوة "عملة مسجلة" لقضاء المصلحة. وتيسير الخدمة؟!
يحدث ويتكرر كل هذا.. في ظل وجود "رئيس حي" اغلق المكتب دونه.. وجلس يتمتع بزهو الكرسي. وجاه المنصب. وبرودة التكييف مكتفيا بالاقوال.. تاركا الحبل علي الغارب لكل نفس طماعة ولا شخصية جشعة.. تتحكم في مطالب الخلق.. وتعطل المراكب السايرة.. طالما "الغلبان" غير قادر علي دفع فاتورة "التسليك والتسهيل"!
كل تطلعات المواطن في ادارات الاحياء.. ذهبت ادراج الرياح.. فلم يشاهد يوماً رئيس الحي متواجداً في الشارع.. يلتحم بالناس..يتعرف علي مشاكلهم.. يحاول ايجاد حلول عاجلة لها.. ويسعي للتخفيف عن كاهل محدودي الدخل والحد من معاناتهم!!
لم يتحرك له ساكن.. وينزل ويشرف علي رفع المخالفات وإزالة الاشغالات. وإخلاء الارصفة للمشاه.. ولم يتطرق إلي ذهنه.. كيفية اعادة أملاك الدولة. وانقاذها من التعديات.. ولم يتابع مرة تنفيذ قرارات الصيانة أو الازالة أو التنكيس للادوار المتهالكة!!
أخفق في التعامل مع العمارات ذات الخطورة الداهمة. وعجز عن الزام المحلات والمنشآت بتركيب كاميرات مراقبة.. وتهاون في متابعة تنظيف ورصف الطرق والشوارع.. وتغاضي عن اغلاق المنشآت غير المرخصة.. وتغافل عن مراقبة اداء موظفيه.. الذين تفننوا في عرقلة مصالح الناس وتعذيبهم.. وتقاعس عن تطبيق القانون بحسم وصرامة ضد كل من تسول له نفسه انتهاك المبادئ والاعراف!!
إن "الأحياء" في أمس الحاجة إلي ضخ دماء جديدة.. تتميز بالكفاءة والعلم والمهارة.. وتتسم بالضمير الحي والعزيمة والصلابة والقدرة علي النجاح.. وتعمل باخلاص وتفان لانهاء مصالح الناس بكل يسر.. وتقدم بكل قوة علي بتر الايادي "المذنبة".. وتخليص الحي من باعة الوهم!!
لقد قارب الصبر علي النفاد.. ولم يعد هناك المزيد من الجلد والتحمل علي التقاعس والتخاذل الذي يضرب بجذوره في اضابير الأحياء والإدارات المحلية.. وقد آن آوان التغيير والتطهير.. لعله ينجح في رسم قسمات الرضا علي وجوه "البسطاء"!!