الجريمة التي ارتكبها مهاويس ومجاذيب تنظيم جماهير ألتراس الزمالك "وايت نايتس" بتحطيم كراسي استاد برج العرب وإلقاء الشماريخ في نموذج صارخ لأعمال الشغب والعنف التي دأبت علي ارتكابها تنظيمات الألتراس للأندية الجماهيرية وذلك بحجة خسارة المارد الأبيض لمباراته الأخيرة في دوري المجموعات لبطولة الملايين الأفريقية للأندية الأبطال وخروجه من دور الـ 16 لهذا السباق بالأدغال السمراء - تلك الجريمة - اثبتت من جديد أن جماهير الكرة المصرية باتت خارج السيطرة وأن الحديث عن عودتها للمدرجات مازال أمامه الكثير من الوقت وأنا شخصيًا سبق وأكدت في هذا المكان عدة مرات انه من الخطأ مجرد التفكير في إعادة الجماهير في تلك الحقبة الزمنية للملاعب الخضراء وأن محاولة بعض المسئولين مغازلة الجماهير وكسب ودهم أراها كلها تصريحات وردية لا تستند لواقع وانها تعد مجرد تصريحات للاستهلاك المحلي فقد فشلت وزارة الشباب والرياضة في إيجاد أي حلول جذرية ونفس الكلام ينطبق علي اتحاد كرة القدم نفسه لظاهرة الألتراس.
وأري أن المستشار مرتضي منصور رئيس نادي الزمالك هو المسئول الوحيد الذي كان بعيد النظر في التعامل مع قضية تنظيمات الألتراس من خلال رؤيته وخبراته الإدارية والقانونية كان علي يقين انه لا بديل للتخلص من تلك التنظيمات والقضاء علي ظاهرة الشغب والعنف في ملاعبنا الخضراء إلا من خلال تفكيكها وتطبيق أقصي العقوبات عليها سواء المنتمية للأهلي أو الزمالك والإسماعيلي والاتحاد السكندري.. إلخ تلك القائمة التي تشمل كل الأندية الجماهيرية.
وتصدي المستشار مرتضي منصور بشجاعة وصلابة الرجال منذ توليه المسئولية قائدًا للقلعة البيضاء للوايت نايتس ويحسب له إنه كان أول رئيس ناد يقدم علي هذه الخطوة والتي قوبلت بترحيب المنظومة الرياضية والكروية.. وجاءت تصريحاته الحاسمة والقاطعة في أعقاب جريمة الألتراس باستاد برج العرب بأنه لن يسمح لهم مرة أخري بحضور مباريات الزمالك لتعيد الهدوء للشارع الكروي.
المهم أن المشهد اساء لصورة الملاعب المصرية من جديد وهدد أرواح باقي الجماهير المتحضرة والمسالمة والتي فوجئت بتحطيم الكراسي والقائها واشعال النيران في الملعب ولعلنا نتفق أن ما حدث يمثل تهديدا صريحا لمدي امكانية إقامة البطولة العربية للأندية بحضور جماهيري لأن الأهلي والزمالك في مقدمة الفرق المشاركة.. ولنا أن نتصور حجم الشغب الذي يمكن أن ترتكبه جماهير الناديين في حالة خسارة أي منهما في إحدي المباريات المصيرية أو ضياع البطولة نفسها.. فهذا السؤال يبحث عن إجابة لدي مسئولي وزارة الرياضة والجبلاية.