سامى عبد الفتاح
ليلة الأهلي.. وليلة الزمالك في برج العرب
ما بين ليلة الاهلي وليلة الزمالك في برج العرب اختلافات كثيرة وجوهرية في مقدمتها ان الاهلي نجح في العبور إلي دور الثمانية لبطولة افريقيا للاندية الابطال. بينما فشل الزمالك.. وهذا امر يعرفه الجميع ولاجديد فيه. لكن ما يهمني ان ارصده في هذا المقال ان تأهل الاهلي وعدم نجاح الزمالك هو ترجمة لحال الفريقين خلال الموسم باكمله. محليا وافريقيا.. فالاهلي حقق مع حسام البدري موسما مميزا. لم يخسر فيه اي مباراة في الدوري حتي الآن. واحتفظ باللقب قبل نهاية السباق باربع جولات وقدم للمنتخب اكبر عدد من اللاعبين فاستحق ان يحقق خطوته الافريقية الاخيرة وهي مجرد خطوة نحو الهدف الاهم وهو اللقب الغائب عن القلعة الحمراء منذ سنوات.. اما الزمالك الذي كان وصيفا للبطولة الافريقية في الموسم الماضي. كما انه حامل لقب كأس مصر حتي الآن. فقد قدم الموسم الاسوأ له منذ سنوات. رغم ان الادارة شحنت الفريق بنخبة من اللاعبين المميزين. الا ان هذا الانهيار لايمكن ان يتحمله مدرب بعينه. بسبب تعدد الاجهزة الفنية علي الفريق خلال الموسم نفسه. فضاعت هيبة الفريق لهذا السبب. وضاعت معه همة وعزيمة لاعبيه. فكانوا يقضون مسيرتهم يوما بيوم لايعرفون ماذا سيحمل لهم الغيب غدا.. وطبيعي جدا اذا غاب الاستقرار غاب الاطمئنان وغابت الروح.. وهذه الحالة كانت واضحة في مباريات الزمالك الاخيرة في الدوري وفي افريقيا. فالمدرب البرتغالي كان يحرث في البحر. ولاحياة لمن تنادي مع لاعبين فاقدين للروح والعزيمة. رغم انهم مصنفون علي انهم الامهر والاحرف في مصر. بتقدير الخبراء.
وما بين ليلة الاهلي وليلة الزمالك ظهرت نقاط اختلاف اخري تؤكد ما سبق وتضيف عليه ان لاعبي الاهلي كانوا يلقون الدعم القوي من جماهيرهم بينما كانت جماهير الزمالك تمثل عبئا علي لاعبيه.. فجماهير الاهلي زأرت بقوة الاسود عندما اهتزت شباك اكرامي بهدف مبكر جدا امام فريق القطن الكاميروني فرد لاعبو الاهلي بالثلاثة وبدعم هذه الجماهير بينما جماهير الزمالك. استلمت لاعبيه ورئيس النادي في مباراة اهلي طرابلس بالسباب والشتائم رغم ان الزمالك تقدم بهدف باسم مرسي. وكان قادرا ان يضاعف فوزه لولا الحالة السلبية التي كانت عليها جماهيره او ما تسمي بـ "الوايت نايتس". مما اثر سلبيا علي اللاعبين. فوقعوا في اخطاء غريبة لم يستطع معها "ايناسيو" ان يفعل شيئا فخسر الزمالك فرصة التأهل. بخطئين من نيران صديقة. ضربة الجزاء غير المبررة من الونش. وطرده والخروج غير المبرر من الشناوي فتحول تقدم الزمالك إلي تعادل ثم خسارة. وبالكاد تعادل مرة اخري معروف يوسف. لتنتهي المباراة بتعادل بطعم الخسارة والألم ولااحباط.. وسيكون من الخطأ "المتكرر" ان يلبس ايناسيو "السلطانية" وتتجاهل ادارة الزمالك كل الاسباب السابقة.
واضيف علي ما سبق ان فريق الاهلي بقيادة حسام البدري لايقدم اجمل ما لديه فالاداء خال من المتعة لكنه فريق منضبط وشخصية المدرب واضحة رغم انه يقود فريقا مليئاً بالنجوم "غير السعداء" وهذه مهمة صعبة جدا. يستحق البدري مع سيد عبدالحفيظ مدير الكرة الشكر عليها.. اما الزمالك فهو يقدم كرة فيها شيء من اللمحات الجمالية والمتعة. ولكن روح الفريق غائبة عنه في معظم الاوقات. واظن ان هذا ما كان يبحث عنه ايناسيو. الا ان الوقت لم يسعفه مع ابتعاد فرصة المنافسة علي الدوري وكثرة المشاكل المحيطة. فأستلم فريقا بلا طموح. مع لاعبين اغلبهم لم يعرف من قبل معني ان يلعب مع فريق بطل.. وهذا رأيي وتحليلي. ولعل الرسالة تكون وصلت إلي من يهمه الامر.