الوفد
عباس الطرابيلى
حماس.. أو الأنفاق
قضية بلدى مع الإرهاب تبدأ وتنتهى عند الدول الداعمة له.. والممولة.. والتى تقدم له المال والسلاح والتدريب.. وإذا كانت مصر قد وضعت يدها مع السعودية والإمارات والبحرين ضد قطر، بسبب دعمها للإرهاب.. فلماذا تقف مصر «متراخية» مع منظمة حماس، التى ترعى وتدعم الإرهاب الذى تنطلق مخالبه ورجاله من عندها، من غزة، عبر شبكة الأنفاق التى جعلت حدودنا مع رفح عبارة عن «منخل» النافذ منه.. أكثر من المانع!!
إذ ثبت باليقين القاطع أن الإرهابيين يدخلون سيناء بكامل أسلحتهم من خلال هذه الأنفاق.. والأخطر أن هذه الانفاق باتت وسيلة لإدخال الأسلحة الثقيلة إلينا.. ومنها عربات الدفع الرباعى.. وأيضًا العربات المدرعة التى استهدخوها فى الأيام الأخيرة.. لأن مياهنا الاقليمية يتم تمشيطها تمامًا من خلال قواتنا البحرية.. وقواتنا الجوية.. وباتت هذه الانفاق التى لا نعرف عددها ـ حتى بعد أن دمرنا أكثر من 2000 نفق ـ باتت تسمح بتسلل هذه العربات،تتسلل برجالها وعتادها، وتدخل وتشتبك.. ثم تهرب من جديد، من خلالها إلى هناك.. فى رفح الفلسطينية.
<< ورغم ذلك مازالت مصر تواصل مفاوضاتها مع حماس.. بل وتقدم لها الدعم الغذائى والبترولى وتضغط على أبومازن بل وتعاتبه لأنه أوقف الدعم المالى الذى كانت تقدمه السلطة الفلسطينية إلى حكومة حماس.. هنا لابد من وقفة حاسمة.. مع حماس، مهما كان الثمن. حتى وإن قال بعضهم إن مصر باعت القضية لأن قضيتنا الأولى الآن هى الأمن المصرى، وأمن سيناء فى المقدمة.. ويا روح ما بعدك روح!!
نقول ذلك حتى ولو قالت حماس إنها تشدد قبضتها الآن على تأمين حدود غزة مع مصر «12 كيلو مترًا» ولا سلطان لها على باقى الحدود الممتدة 350 كيلو مترًا حتى طابا جنوبًا.. ذلك أن حماس ـ بنظامها الأمنى والمخابراتى تعرف «دبة النملة» فى كل أنحاء غزة.. وبالذات منطقة خط الحدود مع مصر.
<< ولا يجرؤ أى شخص على حتى «ضربة فأس» ليبدأ حفر نفق إلا بعد أن توافق حماس.. لأنها مستفيدة حتى من بيع أدوات حفر هذه الانفاق.. ثم إبعاد مخلفات الحفر، التى تصل إلى عمق 10 أمتار تحت الأرض!! وهى أيضًا تحصل على رسوم وجمارك، على كل ما يتم تهريبه عبر هذه الأنفاق.. نقول ذلك لأن عيون رجال حماس تعرف جيدًا كل ما يجرى على خط الحدود.. ولا تصدقوا قولهم إنهم لا يعرفون.. فالكذب دائمًا من شيم رجال حماس!! حتى وإن أقسموا على «التوراة» بعد أن أقسموا على القرآن والانجيل.. دون أن يفوا.. بالقسم!!
<< وإذا كانت مصر قامت بتهجير أبناء مصر السيناوية من مدينة رفح المصرية إلى أبعد من 10 كيلو مترات.. وبذلك تركنا أفضل مزارع رفح وأفضل فواكه وخضار يموت، عامًا وراء عام.. وهذا أدى إلى غضب شديد دعونا نعبر عنه لأول مرة بين السيناوية.. إذا كانت مصر فعلت ذلك مرغمة مع أبنائها فلماذا لا تفعل حماس نفس الشىء مع سكان الناحية الأخرى، أى من داخل رفح الفلسطينية، أى من مداخل هذه الأنفاق من ناحيتهم هناك مهما كان الثمن.
<< أى مطلوب أن نربط موقف مصر مع حماس بما تتخذه من إجراءات لتأمين الحدود.. وهذا لن يتحقق إلا بأن تسلم حماس لمصر الخرائط الكاملة لكل شبكة الأنفاق.. وأن تلتزم بتدمير مداخلها من ناحيتهم.. أو أن تسمح لقوات مصرية خاصة بنسف مداخل هذه الأنفاق من هناك.
وإذا لم تفعل حماس ذلك ـ وفورًا ـ تصبح لمصر حرية العمل ـ بكل أنواعه ـ لتدمير هذه الانفاق.. لضرب منابع الإرهاب من داخل غزة.. وأن تتحرك مصر عسكريًا للقيام بذلك، على غرار ما فعلته مصر مع الإرهابيين الذين يتحركون من ليبيا.
<< فالإرهاب هو الإرهاب فى أى مكان.. وأن يكون ذلك انذارًا لكل من يخطط لضرب مصر مهما كانت اتجاهاته.. ومهما كان موقعه.. ودوافعه.. هل نرى شيئًا من ذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف