كنت قد طالبت يوم 22 يونيو الماضى بضرورة إهتمام الدولة بزراعة القطن فى مقال بعنوان (هل يعود القطن إلى حقولنا؟ ، لم يمر على ما طالبت به أكثر من ثلاثة أسابيع، إلا إننى فوجئت أمس الأول بعقد الرئيس السيسى لإجتماع عاجل لبحث عودة الإهتمام بزراعة القطن أستمر لساعتين مع المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء ومجموعة الوزراء المعنيين، حيث تم الإتفاق على خطة إستراتيجية للنهوض بزراعة القطن وكيفية تصنيعه وتصديره، لقد أدرك الرئيس السيسى أنه لا يمكن النهوض بزراعة القطن وتصنيعه إلا من خلال الإهتمام بالعمود الفقرى للزراعة وهو الفلاح المصرى بتحديد سعر مناسب لتوريد القطن الذى كنا نزرع منه 731 ألف فدان من قبل وتراجعنا فى العام الماضى إلى زراعة 130 ألف فدان، الرئيس طالب وزير الزراعة بألا تقل نسبة زراعة القطن فى العام المقبل عن 350 ألف فدان.العودة للإهتمام بزراعة القطن يعيد الإهتمام بالصناعات التحويلية المرتبطة بالقطن مثل صناعة الغزل والنسيج والزيوت والأعلاف، ويتيح المجال لملايين فرص العمل الجديدة من العمالة المصرية الماهرة التى تميزت فى هذه المجالات لسنوات طويلة وتوقفت منذ سنوات بسبب إهمال الدولة لزراعة القطن .

آن الأوان للعودة للإهتمام بزراعة القطن مرة أخرى، الخطوة التى بادر بها الرئيس السيسى غاية فى الأهمية ولكن يجب أن تتبعها خطوات أخرى من المسئولين والوزراء المعنيين والمحافظين ومديريات الزراعة والجمعيات الزراعية المنتشرة فى جميع القرى المصرية. مبادرة (القطن من البذرة إلى الكسوة )التى تبنتها الحكومة عقب تعليمات الرئيس السيسى تؤكد مدى الجدية التى تسير عليها الحكومة خلال المرحلة الحالية للنهوض بمنظومة زراعة القطن وتصنيعه وانها تعد خطوة مهمة على الطريق الصحيح.