الجمهورية
على هاشم
معا للمستقبل .. مَنْ وراء قطر .. الحية الرقطاء تعيش بيننا!
يومًا بعد الآخر تتكشف حقائق الإرهاب وأخطاره علي مصر والعالم أجمع .. وسوف يظل السؤال الأهم : إلي أين سيذهب إرهابيو داعش الذين ضاق عليهم الخناق في سوريا والعراق ..؟!
بعض التوقعات تشير إلي تسللهم إلي الصومال والقرن الإفريقي أو إلي ليبيا .. وهذا معناه زيادة المخاطر علي مصر وتهديد التجارة الدولية العابرة لباب المندب .. وإذا كنا في مصر لا نزال نواجه حربًا ضروسًا في سيناء ضد الإرهاب المتأسلم. فإن بعض نخبتنا يصر للأسف علي ألا يراها .. صحيح أن قواتنا المسلحة وشرطتنا المدنية تحقق تقدمًا ملموسًا في تصديها لعناصر الشر والتطرف وحملة لواء العنف والقتل والتدمير .. لكن السؤال : هل تكفي الجهود الأمنية وحدها لتجفيف منابع الإرهاب في ظل غياب أي دور فعال وحقيقي لبقية مؤسسات الدولة التعليمية والثقافية والدينية والشبابية التي تبدو وكأن الأمر لا يعنيها ..!!
حادث رفح الإرهابي الأخير الذي راح ضحيته شهداء أبرار ورجال استبسلوا في الدفاع عنا وحماية ترابنا الوطني يؤكد حقيقة لا مفر منها وهي أننا في خطر حقيقي يزداد شراسة . فحدودنا الأربعة باتت مستهدفة من عناصر الشر وأجهزة مخابرات دول لا ترجو لمصر ولا لدول جوارها استقرارًا» وهي الدول التي ابتليت بثورات الخريف الربيع العربي والتيار المتأسلم المتطرف الذي شوه صورة الدين الحنيف وخاصم العقل. وعادي الحضارة والإنسانية . وتجرد من كل نوازع الرحمة والرشد . وضرب أسوأ الأمثلة . ولا أستبعد أن يكون هذا التيار صنيعة الأعداء الذين أرادوا تفكيك دولنا وضربها بأيدي بعض أبنائها المنتسبين زورًا وبهتانًا إلي الإسلام وهو منهم براء .. فليس في الإسلام وحشية ولا دموية ولا إكراه. ولعل الأضرار التي ألحقوها بالإسلام تحتاج إلي زمن ليس بالقليل حتي يتطهر من هؤلاء الدواعش الذين هم بحق نكبة كبري للعرب والإسلام. وأداة الاستعمار الحديث في إضعاف الأمة وإنهاكها وإخراجها من سياق التاريخ ومن موازين القوة وتجريدها من مقومات البقاء والتقدم .
بين جماعات الإرهاب وتنظيماته خيط جامع واتصال قوي رغم بعد المسافات وتعدد اللغات والأوطان» فداعش - مثلاً- يقاتل في صفوفه عناصر يحملون جنسيات مختلفة تصل لأكثر من 80 دولة .. فمن الذي نسج هذه الخيوط وجمع بين هذه العناصر ومَنْ وفر لها الدعم والتمويل والمعلومات .. وإذا صح ما قاله وزير خارجية قطر عن أن بلاده ليست وحدها الراعية للإرهاب فإننا نصبح إزاء خطر عابر للحدود له أهداف معلنة وأخري خفية .. ثم كيف يكون نظام الدوحة عضوا في التحالف الدولي لمحاربة داعش ثم يثبت بالدليل القاطع أن قطر إحدي الروافد المغذية للإرهاب . والحاضنة لعناصره .. وكيف نصدق أن قمة العشرين التي عقدت في هامبورج بألمانيا منذ أيام جادة في دعوتها لتجفيف منابع الإرهاب ومصادر تمويله بينما غضت الطرف عن الدول الداعمة له. الممولة لتنظيماته. وماذا يمنعها إن كانت بالفعل جادة في مسعاها من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الدول المتورطة في دعم الإرهاب .. لماذا لم تتخذ خطوات فعلية علي أرض الواقع لفضح هذه الدول . وتوقيع العقوبات الرادعة عليها وفقًا لقواعد القانون الدولي .. ولاسيما وهذه الدول باتت معروفة بالاسم للكافة .. أم أن هناك رغبة دفينة لاستنزاف الدول العربية وضرب استقرارها وإضعافها حتي تصبح لقمة سائغة يسهل التهامها وإخضاعها واستلاب مواردها ومقدراتها .. وإلا ما تجرأت قطر لارتكاب جرائمها الخسيسة ضد جيرانها وشقيقاتها من أمة العرب . وإصرارها علي مواقفها. رافضة مطالب دول المقاطعة الهادفة لوأد الإرهاب واستئصال شأفته .. وهنا يثور سؤال آخر : مَنْ وراء قطر ومن يقوي شأفتها فتزداد إصرارًا علي غيها ودعمها للإرهاب .. وما حاجة الغرب إلي خدمات إسرائيل إذا كانت الدوحة قد تفوقت عليها حتي صارت هي الأخري صارت مسمار حجا وخنجرًا مسمومًا في خاصرة أمتها وجيرانها من العرب وأداة لبث الفرقة وشق الصف . وذريعة للتدخل الأجنبي ووسيلة لتوسيع هوة الشقاق العربي وهو ما يمثل نكبة جديدة ربما تفوق في مداها وخطرها ما أصاب الأمة في غزو الكويت وحرب الخليج وربما ما جري في نكبة 67 ..؟!
ما يحدث الآن من نظام الدوحة يطرح أسئلة لا حدود لها : ماذا ستفعل دول المقاطعة مع قطر التي تأكد للعالم كله تورطها في سفك الدماء وتمزيق الأوطان وإشاعة الفتن والاضطربات في بعض الدول العربية.. لماذا لا يجري اتخاذ موقف حاسم لرد عدوانها السافر والخفي ضد العروبة .. لماذا يسكت العالم عما تفعله وما تنفقه من أموال طائلة علي التخريب والتدمير . وكانت هذه الأموال مع غيرها كفيلة بإخراج العالم العربي من مهاوي الفقر والتخلف لو جري إنفاقها علي تنمية الإنسان وتوعيته والنهوض به تعليميًا وصحيًا .
ما حدث في سيناء موجع لكل نفس سوية . ولا نبرئ منه حماس . ولا قطر صاحبة الكلمة العليا علي ذلك الجناح الإخواني القابع في غزة .. الأمر الذي يفرض علينا مزيدًا من الحذر واليقظة ومضاعفة الجهود والالتفاف حول الدولة والشد من أزرها في حربها الضروس ضد الإرهاب وصناعه وداعميه هنا وهناك .
الأمر لم يعد ترفًا فإذا نجت سفينة الوطن وبإذن الله ستنجو فذلك يصب في مصلحتنا جميعًا» حكومة ومعارضة. أحزابًا وقوي مدنية ونخبة .. ليس لنا خيار آخر إلا مناصرة الدولة .. فلا وقت للمراهقة السياسية التي يمارسها بعض النخبة والأحزاب .. ما يحدث يلزمنا ويلزم إعلامنا بإعادة صياغة أولوياته وسياساته . ليقدم للمواطن ما يحتاج إليه فعلاً وليس ما يحبه أو يتلذذ به.. وفارق شاسع بين الأمرين .. في وقت الشدة لا رهان إلا علي الوطن وسلامته. ولا أولوية سوي العبور به إلي شاطئ النجاة أولاً في ظل ما يخوضه من حرب وجود أرادها أعداؤنا طويلة المدي. بإرهاب غادر خبيث بات قريبًا من مرمي أبصارنا جميعًا .. إرهاب أعمي لا دين له ولا وطن .. غايته التدمير والقتل والتخريب وتركيع مصر لصالح أعدائها .
ما نواجهه اليوم من تحديات جسام يفوق ما واجهناه من قبل غداة نكسة 67 وما تلاها من حرب استنزاف قاربت الست سنوات .. وربما يومها كنا أحسن حالاً مما نحن عليه الآن .. فالعدو كان واضحًا. وجبهة القتال معروفة ومحددة. والأمة علي قلب رجل واحد عكس ما نحن فيه الآن .. فمَنْ يقتلك أو يقتل أبناء جيشك وشرطتك هم للأسف من بني جلدتك. لكنهم يحاربون المصريين بالوكالة .. لم يكن هناك إحباط ولا يأس قبيل نصر أكتوبر الذي تأكد أنه قادم قادم لا محالة. بخلاف ما نراه اليوم من دعوات الإحباط واليأس والشائعات .. فنحن في حرب اقتصادية لعلاج اختلالات مزمنة .. وحرب شائعات يمارسها الأعداء من وراء الشاشات المأجورة والمواقع الإلكترونية والاجتماعية علي شبكة الإنترنت .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف