تستضيف مصر خلال هذا الشهر البطولة العربية للأندية لكرة القدم في عودة جديدة للنشاط الكروي العربي بعد توقف دام عدة سنوات. وتقام هذه البطولة في مدينتي القاهرة والإسكندرية في دعوة جديدة لعودة السياحة العربية لمصر خصوصاً في فصل الصيف كما كان الحال دائماً في الربع الأخير من القرن الماضي حينما كانت الفنادق والمسارح ودور السينما والمتنزهات تمتلئ بالأشقاء العرب وتحدث حالة من الرواج التجاري والانتعاش الاقتصادي . وهي أيضاً دعوة جديدة للشباب من مختلف الدول العربية للتنافس الرياضي في إطار من التبادل الثقافي والتعاون والإخاء ونافذة مهمة لظهور مجموعة جديدة من المواهب الرياضية الكروية التي تؤدي هذه المنافسات بعيداً عن التوتر العصبي والضغط الإعلامي والجماهيري ودائماً ما كانت هذه البطولات والدورات الصيفية موعداً لميلاد نجوم جديدة في سماء الكرة المصرية والعربية والأمثلة علي ذلك كثيرة.
وأهم ما يميز إقامة هذه البطولات العربية هو التواجد الجماهيري من جميع البلدان المشاركة فرقهم في المباريات وقضاء أجازة ممتعة وسياحة مفيدة خلال الأيام المحددة للبطولة. وقد تم الاتفاق أيضاًَ مع الشركات الراعية والفرق المشاركة والوفود المصاحبة علي إقامة جميع مباريات البطولة بالحضور الجماهيري المفتوح في احتفالية عربية جميلة تعيد إلي اللقاءات العربية الكروية فوائدها المتعددة.
ورغم التصرف الهمجي المرفوض من قلة من جماهير نادي الزمالك في مباراته الأخيرة أمام أهلي طرابلس وإحداث بعض التلفيات بإستاد الجيش المصري ببرج العرب. فمن وجهة نظري أن الحل لا يكون في منع جماهير الكرة الحقيقية من حضور المباريات أو معاقبة الجماهير التي تتمني أن تتواجد في جميع المباريات خصوصاً في فترة الأجازات أوالجماهير المتحمسة التي تري في تشجيع فريقها أجمل وسائل المتعة والترويح في ظل بعض الظروف الاقتصادية الصعبة.
وستقوم وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع الجميع ببذل كل الجهد حتي يستمر التواجد الجماهيري في المدرجات رغم الصعوبات والتحديات وفي ضوء اتخاذ الإجراءات التالية:
أولاً: تطبيق القانون بكل حزم ودقة علي من تسول له نفسه إتلاف المنشآت العامة أو الخاصة أو محاولة إحداث فوضي بين المواطنين أو التعدي علي أي من رجال الشرطة الذين يقومون بدورهم وعملهم بكل إخلاص وتفاني وتقدير كامل للمسئولية الوطنية وتفهم عميق لظروف الوطن والموقف السياسي والأمني والاجتماعي.
ثانياً: استمرار وسائل الإعلام في رفع حالة الوعي والإدراك لدي قطاع كبير من الشباب ممن التزموا بالتعليمات وشجعوا فريقهم بسلوك طيب وحماس مطلوب . واستمرار وسائل الإعلام أيضاً في إظهار حالة الرفض الشعبي التام لما حدث من تصرفات بغيضة في مباراة الزمالك الأخيرة وإقناع جميع الأطراف بضرورة عودة الجماهير في إطار واضح من تطبيق وتفعيل قانون الرياضة الجديد.
ثالثاً: مشاركة الأندية صاحبة الشعبية والجماهيرية في إيجاد حلول جديدة وتطوير الحلول القائمة حتي نصل جميعاً إلي صيغة مشتركة يتم الاتفاق عليها للحضور الجماهيري للمباريات سواء الدولية أو العربية أو المحلية.
رابعاً: قيام الاتحاد المصري لكرة القدم ممثلاً في لجنة المسابقات بوضع تصور جديد ولوائح محددة للتعامل مع حالات الشغب الجماهيري حتي لو كانت هذه التصرفات خارج نطاق المسابقات المحلية وإيجاد صيغة واضحة لعقاب رادع سواء لجماهير النادي أو الفريق نفسه.
خامساً: أن يشارك الشباب بفاعلية وإيجابية من خلال مجموعات عمل في التواصل مع العناصر المختلفة داخل جماهير ومشجعي الفريق لرفع حالة الوعي والانتماء والحفاظ علي ممتلكات الشعب والحفاظ أيضاً علي فرص هؤلاء الشباب في الاستمتاع بتشجيع الفريق من داخل الملعب وعدم تعرض الفريق للعقوبات المادية والمعنوية.
بإذن الله - وفي ظل الرغبة الشعبية الكبيرة - سيستمر التواجد الجماهيري في بطولة الأندية العربية لكرة القدم ومباريات المنتخب الوطني الأول أمام أوغندا والكونغو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 ومباراة النادي الأهلي أمام الترجي التونسي في شهر سبتمبر القادم . مع كل الترحيب بكل من يذهب للملعب للمتعة والترويح والتشجيع المنضبط وكل الحزم والحسم في تطبيق القانون علي المخالفين وسيكون هذا التوجه هو السبيل لعودة الجماهير إلي جميع الملاعب في جميع المحافظات في جميع المباريات وطبقاً للسعة القصوي لجميع الاستادات.