< يبدو أن تميم «ابن موزة» سيدة قصر الحكم فى قطر، لم يجد طريقًا يخرج به من أزمته مع القادة العرب والخليجيين، وتورطه ونظامه فى دعم «الإخوان» والجماعات والمنظمات الإرهابية، سوى استغلال موسم الحج لتشويه صورة المملكة العربية السعودية، التى تقود تيار مقاطعة «الدوحة» وحصارها جوا وبحرا وبرا، لحين يستفيق حاكمها، ويعود إلى رشده والحضن العربى، بدلا من استقوائه بالإيرانيين والإسرائيليين والأمريكان والأتراك وحلفائهم وأنصارهم من حركات مسلحة وعصابات إجرامية، تستهدف زعزعة استقرار الأوطان العربية والخليجية.
< وتميم الذى تجرى حاليا عمليات عزله بهدوء، وعلى نار هادئة، يعتقد أنه بمنع حجاج بلاده من التوجه هذا العام لمكة المكرمة لأداء الشعيرة، سيضغط على دول المقاطعة العربية وخاصة السعودية، ويحاول تشويه صورتها وإظهارها وكأنها تمنع مسلمين عربًا وأجانب من الحج ومن زيارة الحرمين الشريفين، وذلك بهدف تغيير مسار المقاطعة ومنح الفرصة لدول أخرى مجاورة للتقريب وإنقاذه من محنته التى صنعها بيده الملوثة بدماء الأبرياء فى سيناء.
< ومن مفارقات القدر أن تميم المرابط الآن فى بيت والده، تاركًا أمور البلاد لـ«الحمدين» «حمد بن خليفة وحمد بن جاسم»، يكرر ما فعله أصدقاؤه حكام طهران فى موسم حج العام الماضى، عندما منعوا الإيرانيين من الذهاب إلى المملكة والطواف بالكعبة المشرفة، وأمروهم بالتوجه إلى ضريح إمامهم الخمينى، مفجر ثورتهم الدموية وصانع المذهبية والطائفية التى مازال الشعب الإيرانى يدفع ثمنها رغم مرور عشرات السنوات على انطفاء تلك الثورة ورحيل زعيمها.
< ولم يمنح تميم نفسه فرصة استيعاب درس عودة الإيرانيين للحج هذا العام، ملتزمين طائعين لكل الشروط والضوابط والقيود التى وضعتها المملكة لخدمة ورعاية وتأمين ضيوف الرحمن، ولم ينتبه الى معنى تخلى المسئولين الإيرانيين عن رعونتهم التى أبدوها خلال العام الماضى، كما أنه لم يمنح نفسه فرصة الاستفادة من درس المقاطعة وتنفيذ المطالب الـ«13» التى سبق وأن وقع عليها مع قادة الخليج، قبل أن ينسحب ويتراجع ولا يلتزم بأى بند من بنودها.
< ومع أن مصير الحجاج القطريين سيتحدد اليوم الخميس، إلا أن سياسة الرفض لكل شىء، التى يتبعها حكام الدوحة حاليا ستحرم القطريين من فريضة الحج هذا العام، متحملين وزر أكثر من 21 ألف حاج قطرى، كانوا سلموا جوازات سفرهم استعدادا لأداء المناسك.
< ومازال حكام قطر يتجاهلون وعى المواطن الخليجى والقطرى بشكل خاص، ولا يدركون أنه يعلم علم اليقين أن السعودية لا ذنب لها فى هذه الهواجس والمخاوف، التى يحاول زرعها الإعلام القطرى فى طريق ضيوف الرحمن، لإرضاء تميم ووالده القائد الفعلى الآن للبلاد، وزعمه وكذبه بتعرض القطريين للمضايقات والاستفزازات وغيرها من الحجج الواهية.
< إن الحج يا ابن موزة شعيرة ربانية، ينبغى عدم تسييسها أو استغلالها واستثمارها لتحقيق مآرب شخصية، وتنفيذ أجندة «صهيوأمريكية» مرسومة ومحددة لتفتيت الأمة العربية، وتفكيك مجلس التعاون الخليجى، وكان ينبغى عليك ألا تقترب من المصيدة التى سبق وأن نصبها لوالدك من يتظاهرون الآن بدعمك والوقوف بجانبك، وما هي إلا أيام قليلة حتى يتبين لك كم كنت غبيا عندما «نفخك» أصدقاؤك فى تل أبيب وطهران وأنقرة، حتى ورطوك مع الإخوان وشربت المقلب.