الأخبار
جلال دويدار
هل هدف وساطة واشنطن إيجاد مخرج لحكام قطر؟
إعلان سامح شكري وزير خارجيتنا عقب مباحثات جدة مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.. عن تمسك الدول العربية الأربع مصر والسعودية والامارات والبحرين بشروطها الـ ١٣ لحل خلافها مع النظام الحاكم في قطر.. لاقت الاستحسان والترحيب في مصر وكل الدول العربية. أكدت تصريحات شكري أنه لا حل لهذه الأزمة دون وقف النظام القطري لدعمه ورعايته للإرهاب وكذلك التدخل في الشئون الداخلية العربية. ما أعلنه وزير الخارجية سامح شكري لم يكن الا تجسيدا للاستراتيجية التي يتبناها الرئيس عبدالفتاح السيسي والتي عبر عنها بوضوح في لقائه مع وزراء الاعلام العرب. كان واضحا وصريحا وحاسما عندما أكد أن لا حلول وسط في التصدي للإإهاب ومن ورائه.
من المؤكد أن اتفاق وتوافق الدول الأربع مصر والسعودية والامارات والبحرين علي موقفها وإصرارها علي شروطها لحل الأزمة يعد قوة ضغط علي الوساطة الأمريكية. في هذا الشأن كان من الطبيعي أن تثور الشكوك حول هذا الدور الأمريكي الذي تَشوه بداية باتفاقية التعاون المريبة والغامضة بشأن مكافحة الإرهاب التي تم توقيعها بين واشنطن والدوحة قبيل المباحثات الخماسية في جدة. هذه الخطوة الامريكية لم تؤدي الي إثارة الدهشة فحسب وانما جاءت بعد اتهامات الرئيس ترامب المتكررة لقطر علانية برعاية الأنشطة الارهابية.
هل تعتقد واشنطن انه من الممكن ان تكون هذه الاتفاقية الثنائية بينها وبين النظام الحاكم الخائن القطري بديلة أو التفافا علي الالتزام بشروط الدول العربية الأربع . لابد ان يكون معلوما أن هذه الدول ومعها دول عربية أخري صبرت كثيرا علي رعاية الحكم القطري للإرهاب تمويلا وايواء وتحريضا؟
لا جدال ان هذا الغموض الأمريكي قد يعطي تفسيرا للتعامل السلبي من جانب حكام قطر مع شروط وقف الدول العربية الأربع لإجراءاتها العقابية ضده. من ناحية أخري فإن هذه الميوعة التي تحيط بهذا التحرك من جانب امريكا تلقي بالغيوم علي موقفها فيما يتعلق بمكافحة الارهاب. إن الحكم علي مصداقيتها وجديتها فيما يتعلق بادعاء مكافحة الارهاب اصبحت وعلي ضوء ما يدور بينها وبين الدوحة أمراً يدعو الي الريبة.
ان واشنطن مطالبة بإزالة الشعور السائد بعدم الراحة لموقفها من أزمة رعاية حكام قطر للأنشطة الارهابية في الدول العربية. هذا لا يمكن أن يتحقق سوي بوضوح الرؤية فيما تضمنته وما سوف تسفر عنه نتائج زيارة وزير خارجيتها للعاصمة القطرية الدوحة واجتماعه بحاكمها تميم!! أهمية هذه الزيارة انها تأتي بعد جلسة النقاش والحوار التي اتسمت بالصراحة في لقاء جدة. الأيام القليلة القادمة سوف تكون فاصلة وحاسمة في حدوث أو عدم حدوث انفراجة في الأزمة القطرية.
لم يعد خافيا أن الموقف التآمري القطري أصبح مرتبطا بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط. علي هذا الأساس قد يكون هدف الوساطة الأمريكية إيجاد مخرج لمأزق الحكام القطريين.
هنا يحق القول أن إصرار وتمسك الدول العربية الأربع بشروطها الـ١٣ بشأن التزام حكام قطر بها.. سوف يكون الفيصل في تحقيق هذا الأمن وهذا الاستقرار المنشودين؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف