سعيد عبدالسلام
بين السطور .. قمة برائحة الخل!!
** أيام العمالقة والنجوم في الأهلي والزمالك كانت القمة المرتقبة بين الفريقين تزكي الأنوف وتشغل الرأي العام لدرجة أنها تخطف الأضواء من الساسة والاقتصاديين وكل فئات البلد باختلاف ثقافتهم واتجاهاتهم.
** لكن الآن أصبحت القمة تزكم الأنوف لأنها مفرغة من مضمونها نظراً لقلة حيلة أغلب لاعبي الفريقين وضعف مردودهم الكروي وغياب المواهب ناهيك عن أصوات أغلبهم العالية التي تتفوق علي إمكاناتهم الكروية.. فأصبحت القمة ممسوخة.. عديمة الطعم واللون والرائحة!
** والأكثر من ذلك أنها لا تحظي بأي اهتمام علي الشارع المصري بشكل عام والكروي بشكل خاص.. لأن جمهور الكرة عندنا ذواق بل وبعضهم يتفوق علي الكثيرين من المحللين وربما الفنيين.. وبالتالي وجدوا أن الانصراف علي لقاء القمة إلي لقمة العيش أهم كثيراً من ضياع الوقت والجهد والفلوس فيما لا يستحق.
** هذا الأمر يضع لاعبي الفريقين وأجهزتهم الفنية أمام تحد كبير لاستعادة الثقة المفقودة لدي الجماهير ولن أكون مبالغاً إذا قلت لدي الرياضيين.. لأن ما يقدمه القطبان هذا الموسم سواء علي المستوي الافريقي أو المحلي لا يليق بامكاناتهما ولا انجازاتهما.
* فالأهلي والزمالك ليسا مجرد ناديين بل هما قطبان بمعني الكلمة سبق لهما ومن خلال تاريخهما العريق أن صدرا للأندية العربية الكثير من النماذج الإيجابية من مدربين ولاعبين لدرجة أن هناك أندية كثيرة تحمل اسميهما.
** إن هذا الموروث العظيم يحتاج إلي جهود كبيرة ومضنية للمحافظة عليه سواء عبر تقديم النماذج الإيجابية للشباب في الخلق والروح الرياضية أو عن طريق الأداء الجيد داخل المستطيل الأخضر الذي تعودنا عليه سنوات طويلة.
** ولكي أكون منصفاً لابد وأن أتطرق إلي المسئولين عن الناديين وأسلوب تعاملهما مع كل المعطيات التي تظهر أمامهما للاهتمام بهذه الصروح والمحافظة علي مكتسباتها لأنها تمثل أكثر من 80% من قوام الشعب المصري الذي ينتمي للناديين.
** وللحقيقة ايضا أقول.. هناك فرق شاسع بين الإدارة في الناديين قبل عدة عقود من الزمان وبين الوضع الذي نعيشه حالياً.. ويبدو في الأمر أن الأمور كلها في حالة تشابك وبالتالي لا نستطيع أن نفصل بين ما يحدث في الأهلي والزمالك بشكل خاص وما يحدث في الشارع المصري بشكل عام.
** لذلك لابد أن يعي المسئولون بالناديين أهمية الدور التربوي الذي يجب أن يلعبونه لأنه يمثل نموذجاً لأغلب شباب الجيل الحالي والذي تسعي أجهزة الدولة للاهتمام به وانتشاله من الأحداث التي قد يسقط فيها الكثيرون سواء عن عمد أو بدون قصد.
** فالرياضة وفي مقدمتها كرة القدم لها أهداف كثيرة اسمي من مجرد فوز وخسارة وهز الشباك وما إلي ذلك بل لا أكون مبالغاً إذا قلت إنها تمثل بعداً أمناً قوياً للبلد لأنها خلقت من أجل أهم عناصر هذا المجتمع وهو الإنسان.
** إن مثل هذه الأمور تحتاج من القائمين علي الأندية وخاصة الشعبية منها أن يضعونها علي رأس اهتماماتهم كاستراتيجيات أساسية وتحديد الأهداف التي نحافظ من خلالها علي شبابنا وقوام مجتمعنا.
** فنحن في حالة حرب حقيقية يتحمل الجيش والشرطة تبعاتها بكل هدوء وتضحياتها من أجل أن ينعم الشعب بالأمن والسلام.. فمن منا ينسي السنة الكبيسة التي حكم فيها الإخوان وما قبلها بعد خريف 25 يناير؟
والله من وراء القصد