فى شهر فبراير سنة 2013 نشرت جريدة الخليج البحرينية وثيقة على قدر كبير من الأهمية، عرفت أيامها بوثيقة حمد بن جاسم وزير خارجية قطر،المفترض أن نستعيدها اليوم ونحن نتداول تمويل قطر للجماعات الإرهابية فى البلدان العربية، الوثيقة تضمنت معلومة تؤكد ما يدور من اتهامات، حيث أكدت تقديم دولة قطر مبلغ 250 مليون دولار إلى حركة حماس لكى تحافظ على حياة د. محمد مرسى ومساعدته على التمكن من مؤسسات الدولة فى مصر هو وجماعته، وأيامها البعض منا استنكر ما قامت به دولة قطر، والبعض الآخر شكك فى صحة الوثيقة، خاصة نخب الفضائيات الذين روجوا وساندوا وساعدوا مرشح الإخوان للوصول إلى الحكم.
الوثيقة عبارة عن رسالة موجهة من علي بن فهد الشهواتي الهاجري مساعد وزير الخارجية القطري للشئون الخارجية آنذاك إلى الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء وزير الخارجية السابق، وتشير إلى تحويل المبلغ المذكور، بناء على أوامر الشيخ حمد بن جاسم أمير قطر آنذاك، إلى خالد مشعل عن طريق مصرف قطر المركزي. وكان نصها كالتالي:
«مذكرة للعرض على: معالي الشيخ رئيس مجلس الوزراء/ وزير الخارجية ( حفظه الله)..تحية طيبة وبعد..بشأن توجه معاليكم الكريم الوارد بالكتاب رقم ت ح م/ 2013/01 / 9183، المؤرخ 23/ 01/ 2013 والمعني بسرعة توجيه منحة عاجلة إلى حكومة حماس بقيمة 250 مليون دولار (تحت بند منحة أعباء إضافية للمساعدة على تمكين الرئيس المصري والحفاظ على حياته واستقرار ادارته للبلاد لأطول فترة ممكنة).
أود إبلاغ معاليكم أن المنحة المصدق بها استخرجت من صندوق (الطوارئ والمنح العاجلة بوزارة المالية) بالشيك رقم (060622496) المؤرخ فى 27/01 / 2013 والمسحوب على مصرف قطر المركزى، باسم السيد/ خالد عبدالرحيم إسماعيل عبد القادر مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس). مرسل لمعاليكم للتكرم بالإفادة وتقبلوا معاليكم فائق الاحترام..علي بن فهد الشهواتى الهاجري
مساعد الوزير للشئون الخارجية».
فى نفس أسبوع نشر الوثيقة وجهت عدة أسئلة للأجهزة الأمنية المصرية، عن مدى علمهم بالوثيقة، وكيفية التعامل معها، وإن كانت صحيحة فهل الأجهزة المصرية تعرف الشخصيات الفلسطينية، وهل من بينهم بعض الذين يحيطون بالرئيس مرسى؟،وهل يقومون بحماية الرئيس مرسى فقط أم أن هناك فريقا آخر لحماية قيادات الإخوان المسلمين؟، وما هى علاقة هذه الفرق الأمنية العسكرية الحمساوية بإطلاق الرصاص على الشباب فى المظاهرات؟، هل هم القناصة الذين يقتلون أولادنا فى التحرير، ومحمد محمود، والاتحادية، والقائد إبراهيم، وشوارع بورسعيد، والسويس، والإسماعيلية، وطنطا، والمحلة؟، هل هم الذين يقومون بخطف وسحل وتعذيب أولادنا؟، هل هم الذين يتحرشون بالفتيات فى المظاهرات لتخويفهن؟، هل هذه الميليشيات التى يعتمد عليها قيادات الإخوان فى تهديداتهم ببحور دماء فى حالة اسقاط الرئيس مرسى؟.
بعد مرور أربع سنوات من نشر الوثيقة البحرينية نتساءل: ما هى حقيقتها؟، ولماذا لا يستعان بها فى ملف الأزمة القطرية الحالى إن كانت صحيحة؟.