عباس الطرابيلى
عصابات شيكاغو.. وسط القاهرة!
زمان، اشتهرت شيكاغو بأنها مدينة العصابات.. وكان المسدس ثم المدفع الرشاش هو السيد المطاع.. بل واستطاعت العصابات اختراق جهاز الشرطة في هذه المدينة العتيدة.. وكان البحث عن الثروة وراء ظهور عصابات «الويسترن» أي رعاة البقر وبالذات في تكساس.. وأيضا كان المسدس هو السيد المطاع. وللأسف مازال حمل السلاح مسموحا به رسمياً.. وهناك جمعيات تتصدي لمحاولات تقنين حمل السلاح، حتي انها نجحت في اجهاض كل محاولات هذا التقنين..
ومازلت أتذكر واحداً من أفلام رعاة البقر «الويسترن» واسمه شوارع لاريدو بطولة الجنرال المتقاعد أودي ميرفي وكان من أبطال أمريكا القوميين ثم احترف الفن ولا ريدو مدينة أنشأها الاسبان عام 1755 وتقع جنوب تكساس ومعظم طعامها اسباني الأصل، تماما مثلما نأكل في المكسيك وياسلام علي طبق الأرز بالفاصوليا الحمراء وخبز التورتيلا المقرمش الحار!! ومحشي الفلفل الرومي شديد الحرارة لمن يتحمله!!
<< المهم أعادني حادث السطو المسلح علي مكتب للصرافة تابع لبنك مصر بشارع قصر النيل إلي ماعاشته وعانت منه كثيرا من مدن أمريكا من استخدام السلاح والسطو المسلح.. وهو بعض ما عرفته مصر في بدايات ثورة 25 يناير عندما كان السطو المسلح علي محال الصاغة شائعاً..عندما غابت السلطة ومعها الشرطة. فهل يا تري عادت هذه الحوادث إلي شوارعنا بعد تزايد اهتمام الأمن، بالأمن السياسي وبلاوي الارهابيين. وإذا كان هذا ممكناً حدوثه في نجوع الصعيد الجواني.. أو في أطراف المدن، فكيف تقع في وسط القاهرة وعلي بعد أمتار من مقر قسم شرطة عابدين.. بل ومقر الحكم الرسمي بقصر عابدين.
<< ثم توقيت حدوث الجريمة، حوالي الساعة التاسعة صباحاً.. وقد أخذت الحركة تزداد وينطلق الناس ذهابا إلي مقر أعمالهم.. وبينما كل محال وسط العاصمة قد فتحت أبوابها.. وكل من فيها «يستفتح» وبسم الله يا رحمن يارحيم.
ولابد أن الكل يتساءل: وأين نظم التحذير والانذار. والكاميرات..ثم أين رجال الأمن.. وهل هم مسلحون.. وما نوع تسليحهم.. أم مجرد مسدس ضربه الصدأ.. بينما اللصوص يحملون المدافع الرشاشة والبنادق سريعة الطلقات وهل الحراس مدربون علي التعامل مع المهاجمين.. أم ياروح ما بعدك روح.. وإذا كانت الحراسة الرسمية مشغولة بأمور أخري.. هل يمكن هنا للمواقع الحيوية مثل الصاغة وشركات الصرافة اللجوء لشركات الأمن الخاصة.. أم أنه حتي هؤلاء يهتمون فقط بالملابس.. دون التسليح الجيد والتدريب الراقي.
<< أيضاً لماذا دائماً ما تقع الواقعة.. ويهرب الجناة بما غنموه سواء كان مصوغات ذهبية، أو أموالا من عملات متعددة.. ثم ماذا عن حياة العاملين في هذه المواقع.. أليست تحت أيديهم أو أرجلهم ـ أي وسائل انذار تتصل بقسم الشرطة، التي عليها، أن تتحرك وبسرعة البرق الي موقع الجريمة.. والتعامل مع العصابات.. أم كان كل هؤلاء مشغولين بتناول إفطارهم من الفول والطعمية ومنهم من يعشق علب الكشري..
<< وإذا كان البنك صاحب شركة الصرافة قادرا علي تعويض خسائره مما استولت عليه العصابة.. فماذا عن أموال يحملها المتعاملون مع شركة الصرافة في هذه الحادثة أو غيرها ـ ويبقي السؤال الأكثر اثارة. لماذا تأتي الشرطة متأخرة دائماً.. ولذلك دائماً ما يهرب الجناة بالغنيمة.. ثم لماذا رد الفعل السلبي من الناس، الذين سمعوا الاستغاثات ولم يتحركوا..وهل تلجأ العصابات الي السرقة لتعوض توقف مصادر تمويلهم لعملياتهم الارهابية.
كلها أسئلة تبحث عن اجابات..