الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
استانلي ماتيوز .. في مصر
إذا كان الكلام عن اعتزال نجوم الكرة.. فالسؤال الحاسم الهام هو:
ــ من الذي يقرر موعد الاعتزال.. اللاعب أم المدرب أم الطبيب؟!!.. للإجابة علي هذا السؤال قصة قديمة.
قصص كثيرة.. لي عدة كتب رياضية بجانب الروايات سأنشرها جميعا! بإذن الله تعالي
في يوم ما.. إحدي الصحف الإنجليزية التي تهتم بالرياضة اسمها "الديلي ميل" وهي التي كانت تنظم سباق المانش.. كتبت في الصفحة الأولي خبراً مفاده أن النجم الكبير ستانلي ماتيوز "44 سنة" وقع عقداً للعب عامين!!
لفت نظرنا الخبر!! هل هذا الجناح الذي يلعب لأحد أهم أندية انجلترا ومنتخب انجلترا سيلعب كجناح سلاحه السرعة والجري حتي سن الـ "46"!!
.. هل هذا معقول؟!
قررنا إرسال 12 سؤالاً له عن طريق زميلنا مصطفي البحيري الملحق الدبلوماسي في سفارتنا بلندن.. وكان محرراً معنا في "الجمهورية" وكان لاعب هوكي دولياً وفي نادي الزمالك.. في نهاية إجابات ماتيوز التي أرسلها لمصطفي البحيري.. كتب ماتيوز:
ــ أريد أن أزور مصر لأول مرة في حياتي.. هل ممكن الاتفاق علي رحلة سريعة؟!
كانت هذه العبارة الهامشية أهم ما في الخطاب.. وتولي المفاوضات مصطفي البحيري التي أسفرت عن أن يلعب استانلي ماتيوز مباراة واحدة مقابل أن تتحمل إحدي الجهات الرياضية كل مصاريف سفره مع زوجته ذهاباً وإياباً وأيضاً الإقامة كاملة بدون أي أجر "لاحظ أنه لاعب محترف كل شيء له مقابل مادي كبير حتي لو كان حديثاً صحفياً أو تليفزيونياً أو مجرد حضور افتتاح محل مثلاً".. النجم الكبير تنازل عن أي أموال فقط يريد رحلة مجانية من الألف للياء.. اتفق البحيري مع ناديه الزمالك أن يلعب ماتيوز مباراة اعتزال رأفت عطية ضد الإسماعيلي مجاناً ويتحمل النادي مصاريف الرحلة.. وتتطور الأمور بحضوره.. حمدي عاشور محافظ الاسكندرية يتصل بي يريد مباراة بالاسكندرية مع يومين أو ثلاثة أو كما يريد ضيفا علي الثغر.. وأي مقابل مادي.. وقد كان.. فإذا بوجيه أباظة محافظ البحيرة يريد مباراة في استاد دمنهور الجديد.. وأيضاً بأي مقابل.. في منتهي الإحراج لي لأن وجيه أباظة قريب وصديق.. وإحراج لمصطفي البحيري أيضاً الذي انتزع موافقة ماتيوز للسفر إلي الاسكندرية.. ومع ذلك حاول البحيري عن طريقه أن يقضي ماتيوز يوماً في ريف مصر المشهور مع مقابل مادي كبير.. ونجحنا!!
***
المهم في رحلة ماتيوز أنه أجاب علي سؤال: من يحدد موعد اعتزال النجم.. هل النجم نفسه أم المدرب أم الطبيب؟!!.. أجاب علي السؤال مع الأسئلة التي أرسناها له من القاهرة.
قال ماتيوز في إجاباته المكتوبة إن كلام الطبيب لا أي كلام من بعده.. حتي لو شعر اللاعب بقدرته علي الاستمرار رغم رأي الطبيب فستكون النتيجة أن اللاعب سيلعب بطريقة "حلاوة روح" سيعتزل من تلقاء نفسه عندما يشعر أنه لن يعود لمستواه.. أما اللاعب فهو أقدر شخص يحدد موعد اعتزاله وإن كنت أنصح بأن يكون القرار بالاتفاق مع مدربه.. فالمدرب أقدر شخص لمعرفة القدرات الباقية للنجم. مدي لياقته البدنية وكم تحتمل وإشراك النجم بحساب في أواخر أيامه.. اتفاق اللاعب مع المدرب هو الموعد المناسب للاعتزال.. هكذا يقول ماتيوز "44 سنة وباق له عامان"!!!
***
هناك قصص اعتزال كثيرة تستحق النشر.. مثل قصص صالح سليم مع علي زيوار مدير الكرة مثلاً.. وقصص صالح سليم نفسه مع الثالوث طاهر أبوزيد وربيع يس ومحمود صالح الذين وقفوا مع الفريق مرتجي في الانتخابات.. وقصص الثنائي الشاذلي ومصطفي رياض.. وكان حسن شحاتة صاحب أول مباراة اعتزال اضطر النادي إلي إعادتها مرة ثانية.. ويكن حسين صاحب أكبر عدد سنوات في الملاعب.. ضرب الرقم القياسي في الاشتراك في المباريات لذا كان صاحب أول مباراة اعتزال شهدتها الملاعب وصاحب أكبر إيراد لأي مباراة اعتزال.. وغير ذلك كثير.. موعدي معكم يومياً بإذن الله.. رياضة.. رياضة.. وماله.. أجمل ذكريات حياتي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف