الأهرام
محمد الأنور
افكار .. عبقرية الغباء
العبقرى الشخص الفائق الذكاء المتفوق النابغة فى مجاله النادر فى زمانه، أما الغبى فهو من اتصف بعكس ذلك وأقل، ونحن هنا لا نؤصل لكلمات بقدر ما نحاول أن نجد تفسيرا لحالة الانهيار والتردى التى سقطت فيها الأمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر كانت مقولة ديفيد بن جوريون رئيس أول حكومة لإسرائيل: «قوتنا ليست فى سلاحنا النووى بل فى تدمير وتفتيت ثلاث دول كبرى حولنا العراق - سوريا ومصر إلى دويلات متناحرة على أسس دينية وطائفية، ونجاحنا لا يعتمد على ذكائنا بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر» وما قالته جولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية «1969 - 1974» حين وقفت على شاطئ خليج العقبة وقالت: «إنى أشم رائحة أجدادى فى خيبر»، النيات الاسرائيلية معروفة ومعلنة وكذلك الحال بالنسبة لايران وتركيا والولايات المتحدة وروسيا وغيرها وما يشتهيه الجميع هو الثروات والموارد الطبيعية والموقع والسوق البشرية، يشجعهم فى ذلك «الغباء» التاريخى لكثير من الحكام والشعوب، والغباء هنا ليس بمعناة الضيق بل بمعناه الشامل الذى يوصل الجميع الى حالة من الوهن والضعف فالاستسلام والسقوط.

إن ظهور الإرهاب بدءا من الإخوان مرورا بالقاعدة إنتهاء بداعش كان فى مجتمعات عانت وتعانى أوبئة اجتماعية واضحة، وقوى «داعش» وغيره ليصبح خنجرا فى خاصرة العرب وسببا جديدا لاستنزافهم ونهبهم وتشويهمم بعد تدميردولهم ومدنهم والأمر لا يعود لقوة هذا التنظيم المخلق فى معامل مخابرات إقليمية وعالمية معروفة بقدر ما يعود لعبقرية الغباء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف