الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. المافيا.. وإلغاء الترام!
الكل يجمعون على أن النقل الجماعي هو المنقذ الأول لمشاكل انتقال الناس من مكان إلى آخر.. ومنذ ألغينا خطوط الترام ثم مترو مصر الجديدة زادت حدة الأزمة وزاد اعتماد الناس على السيارات الخاصة.. وخضعوا مرغمين لعصابات الميكروباص و«الميني باص.. و«فرد» سائقو التاكسي عضلاتهم.. وباتوا ينتقون الركاب يقبل هذا ويرفض ذاك ولا يفتح لك الباب إلا إذا كان شكلك طيباً.
ولقد عرفت مصر خدمات الترام منذ عام 1899 وزادت خطوطه، حتى وصلت إلى أعماق الأحياء الشعبية، ويتذكر جيلي كيف كانت عربات الترام تحمل مئات الركاب سواء كانت من عربتين أو ثلاث.. ونادراً ما كانت تسير بعربة واحدة، وتخيلوا ذلك وقارنوا بين عربات الميكروباص وأخواتها وكم عربة يمكن أن تنقل ركاب عربات الترام..
<< وبالمناسبة ما زالت خدمات الترام موجودة في فرانكفورت وميونيخ وهامبرج وأيضاً في فيينا وأكثر من مدن النمسا.. وكذلك في بلغاريا والمجر.. ولا تستغربوا إذا عرفتم أن الترام ما زال يسير في شوارع سان فرانسيسكو أشهر مدن الغرب الأمريكي، وأيضاً في نيو أورليانز عاصمة ولاية لويزيانا الأمريكية على خليج المكسيك بل وركبته ـ أيضاً ـ في معظم مدن أستراليا!! أما نحن فما أسرع أن ألغينا كل خدمات الترام من القاهرة وربما كان آخر خطوطه ما كان يسير في شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر.. وربما كانت الإسكندرية أحسن حظاً عندما رفض مسئولوها إلغاء ترام الإسكندرية.. بل يعملون الآن على تطوير خدماته.
<< أما مترو مصر الجديدة فقد ظل يقدم خدماته بخطوطه الثلاثة: روكسي، والميرغني، والنزهة.. وما استجد غيرها.. وربما نجح في الصمود لأننا نجحنا في فصل مساره عن باقي مسارات الوسائل الأخرى بالذات من وسط القاهرة بشارع الجلاء، وأقامت الشركة ـ عندما كانت أجنبيةـ عدداً من كباري المشاة.. وكباري عبور مخرات السيول التي كانت تنزل على شرق القاهرة.
وها هم سكان مصر الجديدة يعانون الأمرين في التحرك ما بين سكنهم هناك وأماكن عملهم في القاهرة. وكانت الشركة توفر خدمات هذا المترو بأقل التكاليف بل كانت إعلانات تشجيع الناس على السكنى في مصر الجديدة.. كانت تتباهي بخدمات هذا المترو.. الذي كان نظيفاً.. فما الذي جري ويجري الآن، حيث اختناق الشوارع بالسيارات الخاصة وأيضاً بالميكروباص بسبب غياب خدمات هذا المترو؟
<< فهل جاء قرار إلغاء ترام القاهرة، ثم مترو مصر الجديدة، بسبب ضيق الشوارع أم بسبب عجزنا عن عزل مسارات هذا وذاك عن باقي وسائل النقل التي كانت تعوق مسارات الترام وتتحكم في سرعته؟
أم جاء القرار بسبب عجزنا عن تطوير خدمات الترام والمترو.. وبسبب بخل الحكومة على هاتين الوسيلتين وبالذات منذ نكسة يونية 1967 وتوقفنا عن تطويرهما؟
أم السبب كان لضغط مافيا استيراد السيارات الخاصة.. وأيضاً سيارات الميكروباص خصوصاً مع تدهور خدمات هيئة النقل العام بالقاهرة سنوات عديدة.. حتي هرب منها الركاب إلى الميكروباص وإلى التوك توك في الضواحي؟!
<< سؤال لن أنتظر الإجابة عنه.. ربما لأن المسئولين أنفسهم لا يعرفون الإجابة وإذا عرفوها فاليد قصيرة.. والعين بصيرة.. وسلم لي ع التروماى!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف