لا شك أننا نواجه حرباً شرسة منذ إسقاط جماعة الإخوان الإرهابية في 3 يوليو .2013
خطورة هذه الحرب تكمن في أن العدو يعيش بيننا ولا نعرفه ونفاجأ بأعماله الإجرامية التي تستهدف أبطالنا في الجيش والشرطة بهدف اسقاط الدولة ودخولها في حالة من الفوضي والانفلات حتي يسيطر عليها الإرهابيون الذين يأخذون الأوامر والأموال من تنظيمات إرهابية كبري تمولها قطر وتركيا وإيران!!
لقد كشفت الأزمة القطرية الأخيرة كل المنظمات والدول الداعمة للإرهاب التي تسعي لاسقاط مصر أولاً.. لانهم يدركون أن سقوط مصر- لا قدر الله سيؤدي إلي سقوط الدول العربية واحدة وراء أخري خلال شهور قليلة!!
لقد أعلنت كل من تركيا وإيران - عن وقوفها وراء تميم قطر وأقاموا الجسور الجوية لإمداده بالغذاء والسلاح لحماية نظامه من السقوط!!
تركيا التي تعادي إيران في سوريا تتحالف الآن مع إيران من أجل إنقاذ قطر.. لقد سقط القناع وكشفوا عن وجوههم الحقيقية.
أما الرئيس الأمريكي ترامب فقد أعلن بكل صراحة أن قطر دعمت الإرهاب لسنوات طويلة وانفقت أموالاً طائلة لتخريب المنطقة وقد استغل الازمة الأخيرة لتحقيق مصالحه الشخصية والحصول علي أموال من قطر خلال إبرام اتفاق وهمي معها لحمايتها.
والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: ما هو الدور الذي يجب أن يلعبه الإعلام المصري في زمن الحرب التي نشهدها من الداخل ومن الخارج؟!
تعالوا ننظر إلي ما يحدث في دول أوروبا- التي ترفع رايات الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان- وذلك عندما يقع بها مجرد حادث إرهابي.. علي الفور تنسي كل الأحزاب خلافاتها ويقفون صفاً واحداً وراء رئيس دولتهم ولا يوجهون أي اتهامات ولا يستغلون الحادث الإرهابي لتحقيق مكاسب شخصية لأنهم يدركون أن بلادهم في خطر.. وبالتالي ينسون كل الخلافات ويقفون خلف الرئيس.
حدث ذلك في فرنسا أيام الرئيس أولاند.. وفي بريطانيا عندما خرج رئيس وزرائها السابق يقول بكل بصراحة ووضوح: "عندما تتعرض مصالح بلادي للخطر فلا تسألوني عن حقوق الإنسان" وأصدر أوامره بنزول قوات من الجيش للشوارع لمساعدة الشرطة في حماية الشعب ومؤسسات الدولة.
أما عندنا في مصر.. عندما تقع حادثة إرهابية تخرج صحفنا ووسائل إعلامنا لتوجه سهامها ليس إلي الإرهابين بل إلي أجهزة الشرطة التي تبذل جهودها لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد في أصعب الظروف.
حدث ذلك خلال السنوات الماضية مما ساهم في انتشار مثل هذه الحوادث الإرهابية وإحداث حالة من الرعب والفزع بين المواطنين حتي جاء المجلس الأعلي للإعلام ليبدأ في وضع النقاط علي الحدود ويتخذ إجراءات فعلية علي الأرض بهدف وقف الحملات التي تستهدف إحداث حالة من البلبلة وإثارة الفتن بالمجتمع.
والحق أن المجلس نجح خلال فترة وجيزة في إعادة الانضباط بصورة ملحوظة إلي وسائل الإعلام من صحافة وقنوات فضائية بعد أن أدرك الجميع اننا في مركب واحد وأن رفع شعارات الحرية وحقوق الإنسان لتحقيق مخططات أجنبية سيدفع ثمنها المصرين أننا لا ندعو لتقييد الحريات أو تكميم الأفوه ولكن يجب أن ندرك اننا في حالة حرب وأن المخطط يستهدف اسقاط البلاد حتي نصبح مثل سوريا وليبيا والعراق.. ولابد أن نتعامل بوعي وحكمة في تناول الأحداث التي تمر بها بلادنا وان نقف وراء القيادة السياسية حتي نتجاوز الأزمة التي نمر بها حالياً.
الحرية لا تعني الفوضي.. والديمقراطية هي القبول بحكم الأغلبية..!