المساء
ابراهيم كمال
شيزوفرنيا التشجيع
مازلنا نعيش "شيزوفيرنيا" التشجيع.. هي خلاصة مارأيناه في ملاعبنا في اسبوع واحد.
في مباراة الأهلي والقطن الكاميروني في البطولة الافريقية.. أشدنا كثيرا بالجمهور وتشجيعه ووقوفه بجانب فريقه خاصة بعدما تأخر بهدف إلي أن حول تأخره إلي فوز بالثلاثة.
في مباراة الأهلي ووادي دجلة تحول هذا الجمهور بقدرة قادر الي مصدر نكد بعدما عاد إلي عادته القديمة التي نرفضها وصب غضبه علي ميدو المدير الفني لدجلة.
وبين هذه المباراة وتلك ظهر الشغب في أبشع صوره في مباراة الزمالك وأهلي طرابلس ليغرس فينا خوف عودة الجماهير مرة اخري لملاعبنا.
ما حدث في المباريات الثلاث يجعلنا نتساءل.. هل نحن جاهزون نفسيا ومعنويا واجرائيا وقانونيا وأيضا رياضيا ورقابيا لاستقبال الجماهير في ملاعبنا ونحن نعيش هذه الشيزوفرنيا..أم اننا مازلنا نحبذ سياسة المنع من منطلق اراحة البال.. وهي السياسة التي تدفعنا الجماهير إليها دفعا بأفعالها الغريبة وتقلباتها التي تفاجئنا من مباراة لأخري.
الإجابة قد نراها في المباريات الثلاث.. مرة حلوة ومرة.. تحرش بين الجماهير والمدرب.. ومرة ثالثة هادئة كما رأيناها في مباراة الزمالك مع طلائع الجيش في الكأس.
وإذا كانت الجماهير مخطئة فيما فعلته في مباريات التحرش.. فان ميدو هو أكثر خطأ لإنه انجر إلي استفزازات الجماهير وكان مشهد رده عليها مستفزا ولا يليق به كمدرب المفروض انه يضع نفسه في مصاف المدربين الكبار رغم ان تاريخه لا يعبر عن ذلك.
إن تلك الأزمات تعيدنا إلي الوراء كثيرا وتغلق باب الجماهير في ملاعبنا إلا إذا شاء الاتحاد الافريقي الذي يفرض علينا فرضا حضورها سواء رضينا أم أبينا.
قبل ان نلوم الجماهير.. علي المدربين وكل الأجهزة الفنية ان تضبط نفسها وألا تنساق إلي هتافات قد تكون خارج النص.. وربما يكون هدف هؤلاء المدربين عدم عودة الجماهير وان تظل الملاعب صحراء لا يشغلها سوي لاعبين يجرون خلف الكرة دون حافز أو مشجع.
وفي النهاية.. نري ان ردع الشغب أصبح شيئاً من المستحيل مادمنا نفشل دائما في التعامل مع الازمة التي تطل علينا مع كل مباراة.. أفريقية بالذات.. لأن الجمهور لن يتغير والمدربين ينتهزون الفرصة لتوجيه الانظار الي حدث يبعد مسئوليتهم عن فشلهم في المباراة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف