مؤمن ماجد
ضد التيار .. المجد للكعب العالي
المجد للكعب العالي.. عاشت نون النسوة.. لو كان الأمر بيدي لرسمت حدود مدينتي بأقلام الحواجب وأحمر الشفاة وبنيت أسوارا من الضفائر ورفعت فوقها راية تاء التأنيث.
لكننا نعيش بأفكار البداوة التي تعتبر المرأة خطيئة.. كل الاشارات أمامها حمراء.. كل العيون سجون.. أفكارها عورة.. طموحاتها نزق.. امانيها خروج عن التقاليد.. نشرب دمها كل يوم ثم نهتف.. "المرأة نصف المجتمع".
نتعامل مع المرأة علي إنها كائن معيب.. نحاكمها علي انها انثي..تهتم بمقاييس الانوثة وننسي احاسيس الانسان.. حتي عندما نتكلم نخجل من ذكر اسمها.. نقول الجماعة البيت.. العيال.. وكأنها نكرة بلا وجود.
انتصف عام المرأة ولا تزال النساء هن النقطة الأضعف في المجتمع.. هن الأكثر أمية والنسبة الأعلي في البطالة والأقل في الأجر.. والأشد تضررا من الانفصال والضحية الأولي في العنف الأسري.
ثلثا الأميين في مصر من النساء.. لدينا 3.9 مليون سيدة وفتاة لا يعرفن القراءة والكتابة.. السبب الأبرز ليس الفقر ولكن ان الطفلة عندما تصل إلي سن التاسعة "تفور" ويجب ألا تخرج من البيت فقد أصبحت عورة وأسألوا عن ذلك كل محافظات الصعيد.
البطالة بين النساء أربعة أضعاف البطالة بين الرجال وفقا لاحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء.. ترتيب مصر في عمالة النساء 132 من بين 144 دولة علي مستوي العالم.. الاغرب ان المرأة العاملة في مصر تحصل علي أجر يقل عن نظيرها الرجل بنسبة تتراوح من 7 إلي 22%.
أما الجريمة المسكوت عنها فإن 40% من الزوجات يتعرضن للضرب و65% يتعرضن للاهانة والشتائم ويتحملن من أجل الأولاد.
مصر الأولي علي العالم في معدل الطلاق.. لدينا 4 ملايين مطلقة.. عندنا ربع مليون حالة خلع.. وفي مجتمعنا ملايين لا تحصي يتحملن خوفا من وصمة كلمة "مطلقة" التي تتحول معها المرأة إلي شخص منبوذ.
إذا كنا حقا نريد عاماً للمرأة تعالوا نعيد صياغة الثقافة المصرية ونعيد الاحترام والتقدير لهذا الكائن الجميل الذي يملأ الدنيا حنانا وبهجة وعشقا.. المجد للكعب العالي.