الأهرام
أشرف محمود
التربية العسكرية ضرورة للشباب
اقترحت فى مقالتى السابقة بأن يتم تثقيف الشباب الذين لم يصبهم الدور فى نيل شرف الانضمام الى القوات المسلحة لأسباب تخص ادارة التجنيد وكذلك الذين حصلوا على إعفاء لاسباب عائلية، من خلال دورات فى التربية العسكرية يتعرف فيها الفرد على القوات المسلحة ودورها فى حماية مقدسات الوطن من ارض وعرض ، حتى يشبوا صالحين لوطنهم متفهمين لقضاياه، وذلك بعد انتشار حالة اللاوعى التى اصابت كثيرا من الشباب، وتلقيت العديد من ردود الفعل المؤيدة للفكرة والمطالبة بتطبيقها ليس فقط على هؤلاء الشباب وانما ايضا على الفتيات لان الدفاع عن الوطن يبدأ من المنازل وفيها الشاب والفتاة.

كما ان الفترة الاخيرة شهدت اقتحاما للفتيات فى مجال العمل العام والشأن السياسي، حتى أن كلمة ناشط سياسى او حقوقى لم تقتصر على الذكور وحدهم، كما أن معارك الوطن لا يخوضها الشباب دون الفتيات فلكل منهم دوره فى خدمة الوطن، وهو ما أقره الفراعنة منذ آلاف السنين عندما جعلوا التدريبات الرياضية وممارسة اللعبات الرياضية للجنسين ليكون الشعب كله على أتم الاستعداد لمواجهة الأعداء فى أى وقت، كما أقترح اخرون ان تقوم كل نقابة بعمل دورة تدريبية للمنضمين الجدد اليها، ليتعرفوا على قضايا الوطن وهمومه، وحتى نحصنهم ولانتركهم عرضة للشائعات التى باتت سلاح الجماعات الإرهابية التى تتخذ من وسائل التواصل الاجتماعى التى هى متاحة ومباحة للجميع وسيلة لتشويش الشباب، ومن عجب ان ماطالبنا به كان موجودا حتى وقت قريب، متمثلا فى التربية العسكرية فى شهور الصيف بالجامعات وكانت اجبارية لجميع طلاب الجامعات وتسبق تأديتهم للخدمة العسكرية، وساعتها يكون من أعفى منها قد حصل على قسط من المعرفة بجيش الوطن، ومن نال شرف الخدمة العسكرية يكون جاهزا لتنفيذ مهامه واولها الضبط والربط فلا يصعب عليه الامر لانه تعرف عليه من خلال فترة التربية العسكرية ، بعدما فشلت مادة التربية الوطنية فى تحقيق الغرض منها.

غير أن ما يستحق التوقف امامه والاشادة به، هو قرار الدكتور عز الدين ابوستيت الامين العام للمجلس الاعلى للجامعات الخاصة والاهلية بتطبيق التربية العسكرية على طلاب الجامعات الخاصة والاهلية وتكون ملزمة ومن شقين عملى ونظري، من خلال تطبيق عملى لطابور التمام لمدة ساعة كل يوم ليتعلم منه الطلاب الالتزام والانضباط والارتقاء باللياقة البدنية وهى أشد ما يحتاج اليه شباب هذه الأيام الذين ضربتهم السمنة نتيجة اقبالهم على الأطعمة المشبعة بالدهون، وسمعنا كثيرا من الأطباء يحذرون منها ومن تأثيرها السلبى على صحتهم، كما يتعرف الشباب من خلال هذه التدريبات العملية على احترام التدرج الوظيفى والقيادات ، وكذلك القيام بالمهام الموكلة الى كل فرد بهمة ونشاط ومسؤلية. وهى أهداف نبيلة نحتاج اليها ايضا فى هذه الايام أكثر من اى وقت مضى، لأن ما ينقصنا هو العمل بهمة ونشاط وضمير اذا أردنا أن ننهض بوطننا وننطلق الى آفاق المستقبل الرحبة ليتبوأ مكانته اللائقة، والى جانب النشاط العملى هناك محاضرات نظرية يتم من خلالها توعية وتثقيف الشباب بالوطن تاريخا وجغرافيا، هموما وطموحا، ولانها تربية عسكرية يكون فيها الشاب ملتزما بالضوابط الخاصة بالمظهر من حيث الملبس وطول الشعر وحلاقة الذقن، وهذه وحدها أكبر المكاسب بعد انتشار(صلعات) الشعر والذقن بلا ضابط او هدف، ويكفى للمتأمل ان يتوقف للحظة امام أى مباراة لكرة القدم المصرية فسيجد أن اللاعبين تحولوا الى عارضى صلعات النيولوك فى حلاقة الرأس التى يقلدون فيها لاعبى اوروبا حتى تلك القصة المنهى عنها والمسماة بالقزع وهى حلق أسفل الرأس بالموسى وترك الشعر اعلاه .

وهناك من تشبه بالنساء من خلال إطالة الشعر ثم ربطه (بتوكة) فى إشارة سيئة لجيل لا يعير المجتمع وعاداته أى اهتمام، ونسى هؤلاء قول النبى الكريم سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام (من تشبه بقوم فهو منهم)، إن إعادة الانضباط الى مجتمعنا وتحديدا الى شبابنا مهمة وطنية فالبلد فى حالة حرب.

إن الأمر جد خطير وينبغى ألا يترك الشباب عرضة للعبث بعقولهم من فئة ضالة تفقدهم الانتماء للوطن ومشاركته فى افراحه واتراحه، وعلى وزارات الشباب والرياضة والتربية والتعليم العالي، وجمعيات المجتمع المدنى والاتحادات الرياضية وكل من يعمل مع النشء من سن السابعة وحتى التاسعة عشرة أن يقوم بدوره ويستثمروا فصل الصيف والإجازة المدرسية فى تعريف الشباب بالوطن وتعزيز انتمائهم اليه ليشبوا أعضاء صالحين فى مجتمعاتهم نافعين لأوطانهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف