سكينة فؤاد
«المنسى» الذى لن ينسى.. ورفاقه العظام
الكلمات.. أعمقها وأصدقها تقف عاجزة ومتواضعة كلما قرأت المزيد من تفاصيل البطولات التى قام بها قائد الكتيبة 103 صاعقة «المنسى» الذى لن ينسى أبدا ورفاقه العظام.. ولا أعرف هل استطاع الإعلام أن يقدم صورة حية لحجم ما واجهه أبطالنا وانتصروا عليه وأعاد تأكيد أن مصر تواجه فى سيناء حرب وجود مع قوى ومخططات دولية واقليمية وداخلية ، تخطط وتمول بالميارات وتوفر لأدواتها وعملائها فى سيناء أحدث معدات وتجهيزات ووسائل الحروب الحديثة.
لو كان جيش مصر العظيم المكون من أشرف وأعظم المقاتلين يواجه مجرد مجموعات من عصابات وجماعات ارهابية ومرتزقة ودون دعم إقليمى ودولى لأبادهم وطهر سيناء منهم على الفور، لكن كل ما ارتكب من جرائم ارهابية خسيسة وأحدثها فجر الجمعة الماضى فى كمين «البرث» توالى تأكيد ما نعرفه جيدا.. إنها معركة مع مخططات تديرها قوى كبرى واستعمارية تستخدم عشرات الأقنعة واعترفت صراحة بتدمير العراق دون وجود أسلحة دمار شامل فيه، واعترف ساركوزى أخيرا بأن فرنسا أدارت كل ماحدث فى ليبيا. ويستكملون أدواهم الآن فى سوريا وليبيا واليمن وتنكشف الاقنعة فى دعم للممارسات الإرهابية القطرية ضد دول المنطقة ومصر وجيشها على وجه التحديد، وحيث مثل المصريون وجيشهم المانع الذى تحطم عليه استكمال إعادة تقسيم وترسيم المنطقة.
وأرجو فى حدود مقتضيات الحفاظ على أمننا القومى أن تقوم القيادة المسلحة وبناء على الدراسات الدقيقة التى تعقب كل جريمة إرهابية بتقديم ما يجيب عن تساؤلات كثيرة فى صدور المصريين ليزداد اطمئنانهم وثقتهم المؤكدة فى الأداء البطولى لأبنائهم المقاتلين.. والأرقام الدقيقة للسيارات المصفحة والدراجات البخارية. وما تم الاستيلاء عليه من معدات قتالية ثقيلة وحديثة، وكيف تسربت وتسللت رغم التمشيط الدائم لقواتنا ورغم تطهيرهم وسيطرتهم على أغلب المناطق التى كانت تحت سطوة العصابات الارهابية، وكيف ستتم السيطرة على المنافذ البحرية التى قيل إنه يتسرب منهما مادة سى4 الحارقة والتى يمثل تدميرها سبعة أضعاف مادة «تى إن تى» وتستخدم فى صنع القنابل والمتفجرات وتهرب على أنها بودرة سيراميك .
ومن أهم الإجابات التى أثق ان الكثيرين يريدونها واضحة وجليه عن علاقة حماس بما يحدث فى سيناء، خاصة بعد ما أعلنه رئيس المكتب السياسى لحماس خلال مشاركته فى عزاء جريمة رفح الخسيسة وكل من يقف وراءها لا يقلون خسة وندالة وإجراما أن الحركة ستتخذ إجراءات مكثفة على حدود غزة مع مصر لضمان عدم اختراقها، وانهم فى حماس يبحثون تداعيات هذه الجريمة وستتخذ كثيرا من الإجراءات على الحدود.
هل تتسق هذه التصريحات مع وجود الأعداد الضخمة من الانفاق الخفى منها وما يتم كشفه وتدميره، وما قبل إن اعدادها وصلت الى 4000نفق، فى أى مكان فى الدنيا دولة يخترق أمنها القومى وحدودها بمثل هذه الانفاق التى يجمع أبناء سيناء على أنها مصدر الخطر والامداد بالاسلحة الثقيلة والمدرعات والمصفحات وما واجهه وانتصر عليه أبطال الكتيبة 103 صاعقة.. وهل تتسق تصريحات رئيس المكتب السياسى لحماس مع ما يقال عن وجود وزارة فى غزة لشئون الأنفاق؟!! وهل يمكن أن يتحقق أى انضباط للحدود مع وجود هذه الانفاق؟!
ما أثق به أن دماء أبنائنا غالية جدا وأنه لن يفلت بجرمه وإثمه كل من شارك فى إهدارها تمويلا أو تدريبا أو تخطيطا أو بمشاركة من مارقين وقتلة بين صفوفهم، وأن ينتبهوا جيدا لتأكيد رئيس مصر أننا لن نترك حق شهدائنا وأن قواتنا المسلحة ستضرب كل من يدعم أو يشارك فى تدريب وتمويل الإرهابيين وتسريبهم إلى الأراضى المصرية!! وأظن ان هناك اكثر من مثال قدمته من قبل قواتنا المسلحة لأذرعها التى تستطيع أن تطال حتى خارج مصر كل من توسوس له شياطينه بتهديد أمنها القومى.
بدلا من البرث لتكن أرض المنسى والكتيبة 103 صاعقة، ليظل الاسم والرمز والبطولة والفداء العظيم يتحدى الغدر الأسود وعصاباته وكل من يقفون وراءه.. وأن نوفى الأبطال حقهم فى تقديم الحقائق وكشف ما يمكن كشفه لندرك ما اعتقد أن الكثيرين مازالوا عاجزين عن إدراكه ومايقوم البعض بالتهوين منه، وهو حجم ما يتهدد هذا الوطن من أخطار وعظم وعبقرية المعجزات القتالية لمقاتلين ـ بمشيئة الله لن يهزموا أبدا.
احتراما وإجلالا للدم الزكى الشهيد من ابناء الملايين من الارصدة والظهير الشعبى من المصريين أعاود ندائى الأسبوعى على جبهة داخلية تستقوى بالسعى الجاد والمخلص لتحقيق ما حلم وخرج من أجله المصريون فى 25 يناير و30/6 من عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية.
من خربوا ودمروا وتآمروا على العالم العربى وأداروا مخططات العنف الخلاق وتدمير الجيوش والدول الوطنية يتسابقون الآن لاستكمال القضاء على ما تبقى قويا ومتماسكا فيه، وحيث تدار الأمور تحت مظلة حل مشكلات المنطقة بينما فى الحقيقة تواصل هذه الدول إدارة مصالحها واستكمال مخططاتها للمنطقة!! وزيرا خارجيتى الولايات المتحدة وبريطانيا وسينضم اليهما وزير خارجية فرنسا حتى لا يفوتها قضمة من الكعكة يحاولون من جديد إحياء ما فشلوا فى تحقيقه حتى الآن، وأدلوا به فى اعترافات مهينة وموجعة لم يتحرك لها أحد.. بلير عما ارتكبوه فى العراق وساركوزى فى ليبيا والجريمة الكاملة التى تهدد بالقضاء على سوريا والخراب الذى ينتشر فى اليمن؟!
لن تهزم أبدا إرادة من يستقوون برضاء واطمئنان شعوبهم وصلابة وتماسك جبهاتهم الداخلية.. ولن تكون إرادة من صنعوا الارهاب ودمروا المنطقة هى الحماية والملاذ أبدا.. وسيعلم الذين ظلموا أمتهم وتحالفوا مع أعدائها عليها ومولوا الإرهاب ودعموه بالمال والسلاح ووفروا له الممرات والملاذات الآمنة أى منقلب تحمله الأيام المقبلة لهم!!