لا أجد مبررا لحالة «الدوشة» المحيطة بنادى الزمالك حاليا، فمع كل يوم بل ساعة تجد الجديد داخل جدران البيت الابيض سواء كان بداع او دون ذلك، بل حتى فى لحظات الفرحة تثار دائما الأزمات وكأنه مكتوب على مشجعى الفريق العريق إلا يشعروا بنسمات السعادة ولو للحظات، مثلما حدث فى مباراته امام طلائع الجيش فى دور الثمانية لكأس مصر، فعلى الرغم من الفوز الكبير بثلاثية نظيفة، فإن الامر لم يمر مرور الكرام، فقد خرجت التصريحات الملتهبة من الادارة تتهم الحارسين احمد الشناوى وجنش بالمؤامرة على الفريق لتغيبهما دون ان يكلف رئيس النادى نفسه مشقة السؤال عن السبب الحقيقي والذى كشفه المدير الفنى البرتغالى بان الاصابة وراء عدم مشاركتهما وليس شيئا آخر، ولكن بعد ان خرجت رصاصة الاتهام من الافواه لتتداولها وسائل الاعلام، ويرد اللاعبان بقسوة وندخل فى دوامة دون مبرر سوى الاندفاع وعدم الهدوء ولو للحظات، لتكون النتيجة فى النهائية احراج هيبة وقامة مجلس ادارة احد اكبر أندية مصر.

ومن المفارقة ان موقف الشناوى وجنش جاء بعد ايام معدودة من شغب قلة من الجماهير فى مباراة الفريق امام اهلى طرابلس الليبى واسفر عن خسائر مادية، ولكن الامر اكبر من مجرد ارقام مالية فقد جاءت هذه الحفنة لتلقى الرمال على الوجوه بشأن حضور الجماهير المباريات خلال الفترة المقبلة، على الرغم من المجهود الكبير الذى تبذله وزارة الرياضة ممثلة فى المهندس خالد عبد العزيز لإعادة الحياة الى المدرجات، الا ان حالة التربص بين هذه الفئة التى تسعى وراء التخريب والتشويه والادارة ادى الى هذا الموقف المخزى على الشاشات، وتحول المشهد الى لقطات من الخروج عن النص من الطرفين، فتعالت الالفاظ البذيئة من المجموعة المجهولة الهوية، ورد رئيس النادى برفع الحذاء، وتناسى الجميع خيبة أمل الفريق فى الصعود الى دور الثمانية، ليقع العقلاء فى حيرة مما يحدث ولسان حالهم يقول «لك الله يا زمالك».