المساء
طارق مراد
التصويت المزدوج للدورات الأولمبية
عندما أعلنت الحكومة المجرية عن ترشح العاصمة بودابست لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2024 اندلعت المظاهرات في الشوارع احتجاجاً علي هذا القرار بسبب ارتفاع تكاليف هذا التنظيم والذي يزيد علي 20 مليار دولار بينما المواطن المجري يعاني من مشاكل اقتصادية في حياته اليومية.
ورضخت الحكومة لمطالب الشعب وانسحبت بودابست من السباق الأولمبي تاركة الساحة لكل من العاصمة الفرنسية باريس ومدينة لوس انجلوس الأمريكية.. وواكب هذه الخطوة المجرية قيام الحكومة اليابانية التي تستضيف أولمبياد 2020 القادمة باتخاذ العديد من التدابير لتخفيض الأعباء المالية الضخمة التي تتحملها ميزانية الدولة مثل مناشدتها للشعب الياباني بالتبرع بأجهزة "اللاب توب" والمحمول القديمة لاستغلال معادنها في صناعة ميداليات الأولمبياد للأسوياء والمعاقين.
وأمام هذه التطورات الأخيرة أصبحت اللجنة الأولمبية الدولية علي يقين ان تنظيم الدورات الأولمبية بات يمثل عبئاً اقتصادياً ثقيلاً علي ميزانيات الدول الراغبة في استضافتها وهو ما يهدد صراحة مستقبلها بسبب تراجع وإحجام الدول عن التسابق من أجل استضافتها مثلما كان يحدث في الماضي.. فأحداث المجر واليابان جاءت بمثابة مؤشر خطر ورسالة سلبية تهدد الألعاب الأولمبية.
وللخروج من هذا المأزق وإنقاذ مستقبل الألعاب الأولمبية التي تهدف لتحقيق السلام والتقارب والمحبة بين شعوب العالم من خلال المنافسة بميادين الرياضة بدلاً من الصراع في ميادين الحروب فإننا نجد أن اللجنة الأولمبية الدولية برئاسة الألماني توماس باخ قررت الإقدام علي اتخاذ العديد من التدابير للحفاظ علي مستقبل العرس الأولمبي وقدرته علي أداء رسالته وتحقيق أهدافه في تدعيم أواصر الصداقة والتعارف بين شعوب العالم للارتقاء بمواهب ومهارات رياضيي العالم "الأسرع.. الأعلي.. والأقوي".
فكان هذا الاقتراح السحري.. والخطوة العاجلة والتي تمثلت في التصويت المزدوج في شهر سبتمبر المقبل لاختيار المدينة التي ستنظم ليس أولمبياد 2024 ولكن دورة 2028 أيضاً وذلك للاستفادة من بقاء مدينتي باريس ولوس أنجلوس في السباق بمنحهما تنظيم الدورتين بالترتيب وذلك طبقاً للتصويت الذي سيتم ويهدف هذا التصويت المزدوج لتأمين مستقبل الأولمبياد حتي 2028 وهو ما سوف يتيح لتوماس ولجنته الدولية إعادة ترتيب أوراق الدورات الأولمبية وتحديد باقي الخطوات للدفاع عن مستقبلها بعد ان بات واضحاً ان تنظيم الأولمبياد لم يعد مغنماً بل عبئاً ثقيلاً ولعل من أبرز خطوات الانقاذ قيام اللجنة الأولمبية الدولية بتقديم دعم مالي للمدينة المنظمة للأولمبياد بالاضافة لقيامها بتخفيض الاشتراطات الإنشائية والتنظيمية والتي كانت سبباً مباشراً في ارتفاع تكاليف استضافة الأولمبياد لمبالغ خيالية فيما تعاني أغلب دول العالم من أزمات اقتصادية بينما مازالت الساحرة المستديرة ببطولاتها الوحيدة القادرة علي تغطية نفقاتها وتحقيق أرباح في أحيان كثيرة.. ومبروك للجنة الأولمبية الدولية علي فكرة التصويت المزدوج التي ضمنت لباريس ولوس أنجلوس تحقيق هدفهما في استضافة العرس الأولمبي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف