الأخبار
جلال دويدار
أخيـرا أصبـح لدينـا مدينة للصناعات الجلدية
هناك مشروعات هائلة ورائعة لصالح التنمية الاقتصادية والاجتماعية. بدأنا في إنشائها منذ سنوات . عانت كثيرا من تأخيرات انجازها. دائما ما كان يحدث هذا نتيجة تعقيدات البيروقراطية وعمليات الشد والجذب وغياب الهمة والعزيمة وكذلك التغييرات الكثيرة فيمن يتحملون مسئولية الاشراف والمتابعة والتنفيذ. إن انشاء مدينة الجلود في »الروبيكي»‬ تعد أحد هذه المشروعات التي عشنا ما يزيد علي عقدين من الزمن نحلم بظهورها إلي الوجود.
أهمية هذا المشروع تتركز فيما سوف يحققه من عائد اقتصادي يصل إلي أكثر من ثلاثة مليارات دولار تتمثل في صادرات دبغ الجلود وتطوير وتحديث الصناعات الجلدية لزيادة معدلات التصدير. الأهم والأخطر من هذا العائد الاقتصادي هو العمل علي انقاذ منطقة »‬سور العيون» التاريخية من براثن التخريب والدمار نتيجة تواجد مدابغ الجلود. استخدام هذه الصناعة للمواد الكيماوية منذ عدة عقود الي جانب التواجد السكاني العشوائي قضي تمام علي تاريخية وجمال هذه المنطقة المرتبطة بالفتح الاسلامي.
هذه المنطقة تقع في إطار حي مصر القديمة قريبا من مجمع الأديان الذي يعكس ما تمتعت وتتمتع به مصر المحروسة علي طول تاريخها من تسامح ديني. الانتهاء من انشاء مدينة الجلود في الروبيكي يعني انتقال المدابغ إلي الانشاءات الحديثة والمتطورة لدبغ وصناعة الجلود. هذا الانتقال ومع ايجاد مساكن بديلة لسكان العشوائيات يتيح الفرصة لاستعادة المنطقة كلها لعبقها التاريخي وما تمثله من ثروة أثرية فريدة.
من الضروري وعلي ضوء تعليمات الرئيس السيسي ووفقا لما أعلنه المسئولون فانه سيتم الانتقال إلي الروبيكي خلال الشهور القليلة القادمة. ان مايدعو إلي التفاؤل يتمثل في بدء تشغيل بعض الورش في الموقع الجديد. إن تجهيزات المدابغ الجديدة في »‬الروبيكي» بالمعدات الحديثة المتطورة سوف تسمح بتحويل هذه المدينة إلي واحدة من أشهر مراكز الصناعات الجلدية في العالم. إنها مهيأة بأن تضيف للدخل والناتج القومي عدة مليارات من الدولارات سوف يحققها التوسع في عمليات التصدير إلي الخارج.
إن الاحتفال بالتشغيل الكامل لهذا المشروع يمثل بكل المقاييس انجازا صناعيا واقتصاديا يضيف صرحا جديدا لمتطلبات التنمية الشاملة التي نتطلع إليها. إنه يستحق عن جدارة تسليط الاضواء الاعلامية عليه باعتباره شهادة لامكانية الشعب المصري علي الانجاز والابداع إذا ما خلصت النيات والالتزام بروح التحدي التي أصبحنا نحتاجها بشدة. تهنئة من القلب علي هذا الانجاز وتحية لكل من ساهم في تحقيق هذا الحلم الذي طال انتظاره.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف