بطلا قصة الاعتزال اليوم هما: مصطفي رياض وحسن الشاذلي.. مصطفي رياض هو هداف أولمبياد طوكيو 1964 "تسعة أهداف".. المصري بل العربي الافريقي الآسيوي الوحيد الذي أحرز هذا الشرف طوال التاريخ.. وحسن الشاذلي صاحب الرقم القياسي العالمي في عدد الأهداف التي أحرزها طوال حياته الكروية "نسيت الرقم وهو رقم مهول" سماه جليل البنداري كبير نقاد الفن سماه "مدفع بعد الظهر"!! هذا الرقم لم يصل اليه أحد حتي الآن!!
مصطفي رياض وحسن الشاذلي نجما نادي الترسانة هما سبب ت قنين حكاية الاعتزال.. كان الاعتزال موضوعا شخصيا متروكا للاعب.. ولكن حدث ما استدعي وضع أسس وقواعد لحكاية الاعتزال.
بعد ان أعتزال كل من رياض والشاذلي احترفا التدريب وسافرا إلي دول الخليج.. وبعد عامين عادا الي مصر في اجازة سنوية سيعودان بعدها إلي الخليج.. ولكنهما وجدا ان ناديهما الترسانة في موقف محرج.. في ذيل الدوري وامام النادي ثلاث مباريات اذا فاز فيها وبعدد من الأهداف ممكن ان لا يهبط النادي.. اشترك اللاعبان مع ناديهما القديم الثلاث مباريات وفاز النادي بعدد وفير من الأهداف وانقذا النادي من الهبوط.. احتج النادي الذي هبط بدلا من الترسانة وهدد برفع قضية وبشكوي للفيفا.
****
كنت أيامها رئيسا للجنة العلاقات العامة والإعلام باتحاد الكرة وكنت أصدر مجلة "الكورة المصرية" الناطقة بلسان الاتحاد.. لذا كنت أحضر اجتماعات مجلس الإدارة.
قرر الاتحاد اعتماد نتيجة الدوري العام وعدم هبوط الترسانة.. ولكنه قرر ان تلتزم الأندية باخطار اتحاد الكرة باسم أي لاعب يعتزل بشرط ان يخطر اللاعب رسميا وكتابة الاتحاد بموافقته علي الاعتزال.. وبذلك لا يصح للاعب المعتزل ان يعود إلي الملاعب بأي شكل وتحت أي ظرف.. سواء مع ناديه أو أي نادي آخر داخل مصر.. وهذا لا يمنع من أن يحترف اللاعب في الخارج بشرط موافقة آخر ناد لعب له.
لا أدري إذا كان قرار اتحاد الكرة هذا كان مجرد قرار وهل لازال معمولا به حتي الآن أم أصبح هذا القرار وهو هام وخطير هل تم ضمه للوائح الاتحاد؟!! لا أدري
****
تمر فترة ليست بالطويلة.. ونحتاج لهذا القرار.
اعتزل حسن شحاتة واقيمت له مباراة كبري علي ملعب أبورجيله في نادي الزمالك .. عادة يلعب اللاعب المعتزل شوطا واحدا ثم يحمله نجم الاسكندرية الكبير "بوبو" علي كتفيه ويطوف به علي المدرجات ليتبادل اللاعب المعتزل مع جمهوره التحية.. وعادة يتم خلال الشوط الثاني الذي لا يشترك فيه اللاعب المعتزل يبدأ اللاعب في المرور علي أكشاك بيع التذاكر ويلم الايرادات كلها فهي من حقه وهناك شركات وهيئات تحب أن تجامل النجم الكبير فترسل مندوبيها ومعهم اعلانات يضعوها وراء المرميين ويمر النجم علي هؤلاء المندوبين ليقبض منهم مقابل الاعلان.. فهو حقه أيضا.
حسن شحاتة الوحيد في مصر الذي لم يفعل ذلك.. ترك لاقاربه وأصدقائه هذه المهمة!! ولعب الشوطين كاملين!! وكان خير من في الملعب.. قال الفريق مرتجي لمحمد حسن حلمي بعد المباراة:
ــ هو ده اللي استغنيتوا عنه؟!! بعد اذنك شحاتة سيختم مشواره عندنا "يقصد في الأهلي طبعا"!!!
هنا قرر حلمي قيد حسن شحاتة في قائمة الفريق للموسم القادم.. ولعب موسما آخر.. واقيم له مباراة اعتزال ثانية لأول مرة في العالم كله!!
****
قصص الرياضة كثيرة جدا.. ومشوقة جدا.. من أجل الأجيال الجديدة ولكن بريد القراء وبكل أنواع الاتصالات الأغلبية تقول لي: لقد قرأنا كل ذلك في الصحف القديمة وفي كتبك الكثيرة.. وردي عليهم ليس لها من دول الله كاشفة.