الرأى للشعب
مـصطفـى زكـى
راضيةٌ.. غير مرضية
* تراءت له فى ثوبها الأبيض على بعد ساعات ثقيلة.. فاردة ذراعيها أن اسكن خلاياى.. روادته الأحلام عن نفسها فى أمان يشتاق إليه.. حاول الاقتراب.. قاومته جاذبيتها الطاردة بترصد مريب.. تحدى جاذبيتهما معًا - الأرض والحنين - أتاها زاحفًا.. تراجعت مترجلة.. استدعى مزيدا من عناء المقاومة.. أتاها مترجلا.. واصلت الانسحاب.. حاول التقرب إليها شبرًا.. لم تمد له ذراعا.. اختفت كل أذرعها وسط دخان خانق أحاط جسدها.. ضرب الأرض بقدمه بقوة الرغبة فى لقاء بعد فراق طويل.. انفجرت تحته العيون الحارقة.. تجذرت مكانها فى وحل فصلها عن كل محبيها.. بدأت ملامحها تتبدل.. رآها تضيّق حدقتيها.. تخلع البياض عنها فتكشف عن خليط باهت ومتداخل ومحير من بواهت ألوانها.. فقدت سمرتها النيلية البكر بفعل فاعلين... وغافلين.

هو المغادر مضطرًا بحثا عن قليل من هواء فى صحراء ممتدة.. وهى الأم الولود التى هجرت أبناءها راضية.. غير مرضية.

***************

* الحلم الشبح.. نتيجة الثانوية العامة.. تحيى آمالا وتميت أخرى.. شهور طويلة من المعاناة والعرق لأسر كاملة توضع فى ميزان سويعات ومداد قلم بيد مراهق.. قد يغيب عنه تركيزه للحظات فيؤتَى - وهو الطاقة المتدفقة فى أبهى صورها - شهادته بشماله.. ليصير ابنا لحياة "هاوية".

مكتب التنسيق.. هو الشر الذى لابديل عنه والعلاج الكيماوى الذى يسقط أى تأهب لإبداع محتمل فى هوة قطاعات تتنفس فسادًا..... ومحسوبيات.

***************

* حدق جيدا فى الوجوه الآتية والمغادرة.. او الآتية المغادرة فى حين.. ملامح عابسة.. عيون يابسة.. شفاه عطشى لبسمةٍ تشى باشراقة قد تطل من بعيد ولو بعد حين.

وجوه تغدو خماصًا وتروح ((خماصًا)) ايضا .. باحثةً عما يبعث الأمل فى نفوس ذويهم بأن غدًا له ناظر .. قريبا كان او بعيدا .. غدًا آتيًا باحتمالات اخرى للحياة.

شفاه ضاقت بها الأرض فنذرت للرحمن صوما لا مناص منه ولا مفر .. صوما تأمل الا يكون ابديا .. صوما لا يسمن ولا يغنى من اجابات لأسئلة سحيقة.. فآثرت الصمت المبين.

اسمعوا لقلةٍ مازالت تملك قدرة على الكلام .. مازالت تقاوم شبح الحياة بلا حياة .. مازالت ترى فى الكلمة نورا وطوق نجاة.

قلة تقول او تكتب سلاما.. تغنى براحا وان كان (عمال بيضيق) .. لكنها مازالت تقاوم (الضيق) والاوجاع.. والصمت.

تكرار.... متجدد.

**************

* يتوعد، فيعاندون.. يسب، فيحطمون.. يرفع حذاءه، فيرفعون رايات التمرد والعصيان.. هو من أطلق على نفسه لقب "رجل دولة".. وهم بعض شبابها المتحمسين ذوى الاستعداد الكامل لتوجيه حماسهم إيجابًا.. أو سلبا.. ومازالت لدى الدولة القدرة على الاختيار.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف