الرأى للشعب
غـادة واكـد
100 طريقـة "للملوخيـة"!
الملوخية من الأكلات المصرية المميزة، قلما تجد كبير أو صغير لا يعشقها، وبسبب سهولة إعدادها قالت أمهاتنا زمان أنها "طبخة الخايبة"، فهى لا تحتاج سوى خمس دقائق لتجهيزها بوضع مهروس أوراقها على الشوربة وطشة الثوم المشهورة.

ولكن هل تتخيل أن هذة الأكلة السهلة السريعة لها أكثر من 100 طريقة، وموجودة بطرق مختلفة ومعقدة سواء في مصر، أو في بلدان أخرى مثل السودان وبلاد الشام وتونس والجزائر والمغرب، ولو أقسمت للست المصرية أن طبق الملوخية الشامى يأخذ ساعة على الأقل في إعداده لن تصدق أبداً.
والأصعب أنك لو أقسمت للست الأجنبية أن طبق الملوك وأشهى وأشهر وأسرع طبق مصرى مكون من ورق شجر مخروط ستعتبرها نكته.. إن كان الأمر معقد بالنسبة للملوخية ..ما بالك بباقى أمور حياتنا، قد تكون مقتنع شديد الاقتناع بشئ معين أو فكر محدد أو بطريقة تنفذها مرارا وتكرارا ويأتى غيرك ليؤكد بمنتهى الصدق أن حقيقتها غير ذلك، وكل طرف لديه بعض من الحقيقة يستند عليها في دعم موقفه ويصر عليها ويقدم الدلائل لأثبات صحتها، ومع عدم الاتفاق بل ورفضه من الأساس يحدث الصراع وتتعالى الأصوات التى قد تصل للخصومة والنزاع، فادعاء المجموعات لامتلاك الحقيقة صار مرعباً، بغض النظر عما تمثله الحقيقة لكل مجموعة، وسط تشبث كل منهما بصدق روايتة وطريقته، فالذين يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة، لا يمكنهم على الإطلاق أن يخضعوا إلى النقد أو التحدي، وكذلك فهم لا يتساهلون في معتقداتهم..وهو ما انتشر وتفشى في مجتمعنا منذ عدة سنوات، وصار من يملك القليل صاحب رأى صائب دون التحقق والتروى قبل الدخول في معارك مع الآخر غير مجدية وفاشلة.

لا أحد يملك الحقيقة النهائية المطلقة، ولا أحد يملك مفاتيح الكلام وحده، لانها نسبية حسب معطيات الأحداث والمعلومات المتوفرة وغير المتوفرة، الصادقة والمفبركة، الاقتناع والرفض، وعليه لا أحد يستطيع أن يدعي معرفة كل ما حوله، لذلك يجب علينا أن نبدأ من جديد ونتحاور وسط هذه المنطقة ونبتعد عن التعصب للرأى الذى يخسر صاحبة نفسه وأصحابة ويفسد حالته النفسية من أجل تبرير مواقفه المتعنته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف