الرأى للشعب
د. عمرو بكـر
التحـدث إلى الـذات..
أنا سيئ، أنا فاشل، أنا عاق، أنا عاص، لا أستطيع، لا أستحق، شعري يشيب، جسدي يمرض، كان ينبغي أن أفعل، كيف لي أن أفعل، يكرهونني، يتربصون بي، زوجي أناني، ابني يهمل دروسه، الأسعار مرتفعة، النقود لا تكفي، السيارة، العمل، البلد .... ستون ألف فكرة تدور برأسك يوميا تنهك طاقتك وتضعف جسدك..

أنت لا تفعل شيئا.. فقط تفكر، فقط تدمر ذاتك.. إن تركيزك على الأفكار السلبية يجددها ويمنحها طاقة البقاء والنمو فالقاعدة تقول أن الطاقة حيث التركيز.. والمفاجأة..

تشير الأبحاث إلى أن كل هذه الأفكار ليست نتيجة لأحداث حياتك الحالية بحد ذاتها.. وإنما هي ظلال من تجارب الماضي التى برمجت عقلك على هذه الاستجابات النمطيه على الأحداث..

نعم نحن نتفاعل مع الحياة بنمطية وبرمجة مسبقة التجهيز - رغم أننا لسنا مضطرين لذلك -.. فهناك دائما مسافة بين الحدث وبين استجابتك عليه.. هذه المسافة تمنحك الفرصة لتختار رد الفعل الذي يحافظ عليك من الضياع..

فلتستبدل هذا الحديث المدمر داخلك بآخر يعزز طاقتك ويعيد لك تملكك الزمام.. أقترح عليك استراتيجية التوكيدات.. وهي عبارات إيجابية تكررها على نفسك بتأمل ويقين في أوقات البرمجة (قبل النوم مباشرة وأثناء التمشية منفردا).. تأمل معي هذه العبارات الرائعة (الله خالقي.. دائما معي.. يدبر أمري ويرعاني.. يمنحني السكينه في حياتي.. يغمرني بالرضا والوفره والجمال)..

هذه تعيد لك الإتزان فلا تستهن بقوتها.. كما يمكنك أيضا ايقاف هذا السيل من الأفكار السلبية ومنعه من التدفق داخل رأسك.. خذ هذه الاستراتيجية: حاول أن تدرك لحظة مداهمة الفكرة السلبية أنك مقبل على فترة من التعاسة جراء هذا التفكير ومن ثم توقف عنه لبرهه.. اصرف ذهنك نحو الإدراك.. مثلا قم بمراقبة أنفاسك الداخلة والخارجة إليك ومنك.. أو لاحظ أي متحرك في محيطك وفقط قم بمراقبته..

هذا ينقل دماغك من حالة التفكير إلى حالة الإدراك ولا يمكن للمخ أن يجمع بينهما.. ربما تعاود الأفكار مداهمتك.. فتعاود أنت صرف ذهنك من جديد.. بعد فترة ستلاحظ انصراف الأفكار عنك وتحسن سيطرتك عليها..

عزيزي إهدأ، اخفض صوت الأفكار برأسك واحسن ظنك بالله.. توقف عن لوم ذاتك وتأنيب الضمير ولعن الظروف.. تفاءل بالخير وتعامل مع حياتك بمرونه ولطف.. لا تعظم شأن الدنيا في قلبك.. استعن بالله وتوكل عليه.. هو يدبر لك حالك ويمدك بكل اسباب السعادة والصفاء.. فقط اهدأ وركز والتقط الإشارات الإلهيه بذهن واع.. ونفس منفتحة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف