ماهر مقلد
نقطة تحول .. كيف نقضى على الإرهاب؟
كل مصرى يسأل كيف نقضى على الإرهاب؟ وهل تراجعت وتيرة العمليات الإرهابية أم زادت ؟ فى تقدير أهل الاختصاص أول سلاح يمكن به مواجهة الإرهاب هو المعلومات التى تتيح لرجال الأمن وأد الجريمة فى المهد، وهذا هو أصعب تحد يواجه الأمن فى حربه ضد الإرهاب فى ظل تنامى الشبكات العنقودية لهذا التنظيم.
والسؤال لماذا غابت المعلومات عن رجال الأمن التى عن طريقها يمكن اختراق هذه التنظيمات ؟
البعض فى مصر يرجع السبب إلى قرار حل جهاز أمن الدولة بعد ثورة 25 يناير، وهذا الرأى قد يكون صحيحا، ولكن للأمانة الواجبة ليس هو السبب الرئيسي، ففى ظل قوة أمن الدولة وقعت عمليات إرهابية كبيرة الحجم كان آخرها حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية وغيرها من الحوادث الدامية ما السبب إذن ؟
بكل تأكيد لا توجد إجابة قاطعة غير أن المتابعة تشير إلى أن المنظومة الشرطية بحاجة إلى مراجعة تصل بها فى نهاية الأمر إلى رفع أعباء غير ضرورية تثقل كاهلها حتى تتفرغ إلى مهامها الإستراتيجية، من بين هذه الأعباء الحراسات الخاصة بكل ما تشمل، والمباريات الرياضية وبعض مهام المرور مثل الرادار على مستوى الجمهورية فهناك دول عربية وليست اوروبية تسند المهمة للقطاع الخاص، وهناك الكثير من المسئوليات يمكن أن تسند لجهات غير وزارة الداخلية وهذا يمنح الوزارة فرصة كاملة كى تتفرغ للمهام الرئيسية فى مكافحة الجريمة الجنائية وقضايا الإرهاب بما يتطلب من تدريب وتأهيل واستخدام كل أدوات العصر فى مواجهة شر الإرهاب والإرهابيين.
فى ظل الواقع على الأرض الآن هؤلاء الرجال أبطال ظروف عمل قاسية وتحديات كبيرة تبدأ مع تأمين المرافق والسفارات، وتنظيم المرور، وتمتد إلى الكهرباء والمياه والضرائب والجوازات توأقسام الشرطة بكل ما تعج به من تفاصيل غاية فى الصعوبة.
وقد تكون هذه المسئوليات ضاغطة وجاءت على حساب الاهتمام بالمعلومات التى تمكن من تعقب عناصر الارهاب وبخاصة الجيل الجديد من الارهابيين الذى ينتشر وسط الناس بصورة لا تثير الشك فى حين تصب معظم التحليلات التى يطلقها الخبراء الدائمون فى وسائل الإعلام على أن الإرهاب ينتحر وتنشط ذاكرة هؤلاء الخبراء فى الحديث عن تنظيم الجهاد، كما لو كان انتهي، واللافت أن من يتحدث كان ضالعا فى التنظيم، ومنه ننتظر النصح ظنا منا أنه يخلص القول .