الجمهورية
سعيد عبدالسلام
البطولة العربية وآمال الأمة
تستطيع الرياضة أن تصلح ما تفسده السياسة في أحيان كثيرة.. وقد شاهدنا أمثلة عديدة في مجتمعنا العربي الذي نحن أحوج ما نكون عليه الآن للاصطفاف حول هذه الأمة التي فضلها الله علي سائر الأمم.
من هنا يجب أن تحظي البطولة العريقة التي ستنطلق علي أرض مصر يوم السبت القادم باهتمام كبير سواء علي مستوي المسئولين أو حتي الجماهير التي أتمني أن تتاح لها فرصة تشجيع فرقها وخلق أجواء جديدة من التواصل بين الأشقاء.
كفانا شرذمة.. فالقواسم المشتركة بين أبنائنا أكثر بكثير من الجوانب السلبية إذا خلصت النوايا.. فنحن الآن نمضي في الطريق المعاكس ونسلم مصائرنا إلي أعدائنا بكل سهولة ويسر.
فبدلا من المضي في طريق الوحدة العربية وخلق سوق عربية مشتركة علي غرار ما حدث في أوروبا نجد حروب الجيل الرابع تخترقنا بكل سهولة لتنفيذ الخطط الماسونية لتقسيم الوطن العربي.
فمن منا سأل نفسه.. لماذا لم تنتظم البطولة العربية منذ نشأتها عام 80 ولماذا لم تشارك فيها الفرق بكامل نجومها.. ولماذا لا نعطيها الاحترام الذي تستحق مثلما نتعامل مع البطولات القارية والعالمية؟
لقد آن الأوان لكي نضع البطولة ضمن أولويات الأجندة العربية حتي تفتح المجال أمام الساسة والاقتصاديين لكي نصل إلي الوحدة الكاملة لأمتنا العربية خاصة في هذا التوقيت الذي يحتاج إلي تضافر الجهود لمحاربة الإرهاب.
فنحن أمة قوية لا ينقصها العقول ولا الموارد ولا الشباب لكنها تفتقد إلي علم التنظيم والإدارة وإعلاء قيم الأخوة والتسامح خاصة في أوقات الاختلاف.
فمصيرنا واحد.. وهذا ما أكدته الحرب الضروس الحالية علي الإرهاب ومصر العظيمة هي صمام أمان وطننا العربي الكبير وقلبه النابض والذي إذا توقفت دقاته ضاع معه كل شيء.
ألم يحن الوقت لكي نفوق ونضع حسابات المصير الواحد علي رأس أولوياتنا ووضع استراتيجيات واحدة تحافظ علي مكتسبات شعوبنا وتلفظ الخارجين عن النص.
أننا أمام فرصة عظيمة لكي نعيد حساباتنا من جديد ونلملم أوراقنا المبعثرة حتي نلحق بركب الدول المتقدمة ونضع وطننا الوطن الكبير في المكانة التي يستحقها حتي نستطيع أن نقضي تماما علي الإرهاب ودويلاته.
فأرضنا طاهرة وبلادنا فضلها الله علي سائر العالمين وشعوبنا أصل الحضارات.. لذلك يمرض الوطن العربي لكنه لا يموت.. وسيعود في القريب العاجل لكي يقود البشرية من جديد مثلما قادها في العصور المزدهرة.
والله من وراء القصد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف