جريدة روزاليوسف
محمد عبد الحافظ ناصف
أسامة عفيفى .. البحر الأعظم
أحيانا تعرف إنسانا لفترة ليست كبيرة، وعلى فترات متباعدة، لكنك تحبه بدون أسباب تراها واضحة، ويجمع القدر بينكما، تشعر وكأنك تعرفه منذ لحظة مولدك، وتكتشف أنك تمتلك الجينات التى يمتلكها نفسها، والروح التى تسرى فيكما واحدة، إنه الشاعر والناقد والتشكيلى والصحفى الثقافى الأبرز أسامة عفيفى، عرفته منذ أيام كان مشرفا ثقافيا فى مجلة الموقف العربي، حين كنت أرسل له أعمالى بالبريد فينشرها مشكورا فى الملحق الثقافى بالمجلة، وبدأت الوجوه تتلاقى والأفكار تشترك معا فى قضايا كثيرة تهم الوطن بصفة عامة، والثقافة بصفة خاصة، و زادت محبتى له حين أعاد مجلة «المجلة» للحياة مرة أخرى حين كان يتولى الدكتور أحمد مجاهد رئاسة الهيئة العامة للكتاب، كنت أشعر أن مجلة المجلة لا تقل عنده محبة وأهمية من أولاده، وكان يعجبنى مقولته: إن المجلة ليست مجرد دوسيه يجمع مجموعة من الأعمال الإبداعية والنقدية، ولكنها رؤية وموقف وفكرة يجب أن تظهر فى كل عدد، ويكون مجمل أعدادها السنوية رؤية شاملة للمجلة، وهذا ما كان يحاول أن يفعله، إضافة إلى اهتمامه الكبير بالأقلام الجديدة خاصة التى تتواجد فى أقاليم مصر، شمالا وجنوبا، وتجواله ليبحث بنفسه عن تلك المواهب، وقد أسعدنى بحضوره المنصورة ودمياط حين كنت أتولى إقليم شرق الدلتا.
ومن الأشياء المدهشة التى عرفتها عنه محبته الكبيرة للجيزة، كان يعرف الكثير عن أسرارها وشوارعها، ويصف لى مشاهد لبدايات شوارع وتفاصيل كثيرة عنها، منها شارع البحر الأعظم الذى لم يكن كما نراه الآن بالطبع، كنت أرى نفسى وهو يحكى مجرد عابر سبيل لشخص مر فقط من شوارعها، ولا يعرف شيئا عنها رغم أنه يمر من تلك الشوارع منذ أعوام كثيرة دون أن يسأل حتى نفسه عنها.
لا أدرى كيف بدأت حكاية البحر الأعظم معنا، خاصة حين حدثنى عن المكتبة التى تحمل اسم الشارع، وتتوسطه فى شموخ رغم كونها محترقة منذ ثورة 25 يناير، ولا أحد يسأل عنها رغم أنينها، والمحافظة والهيئة وجمعية الرعاية المتكاملة لا يسألون عنها، سألته عن حكايتها، فأخبرنى بكل شيء عن تلك المكتبة، وأنها كانت تحت إشراف الهيئة العامة لقصور الثقافة، وكان مديرها الشاعر الراحل أحمد زرزور، وظل يدافع عنها حتى أخذتها جمعية الرعاية المتكاملة، و هنا برز السؤال من قبل الشاعر أسامة عفيفى، لماذا لا تحاول أن تستردها ثانية الهيئة العامة لقصور الثقافة؟ وهنا بدأت الفكرة التى طرح بذرتها تختمر فى ذهنى، لماذا لا نسترد مكتبة البحر الأعظم من المحافظة ؟ واتصلت بالصديق الدكتور محمد زيدان مدير عام ثقافة الجيزة لكى يحاول مع المحافظة، واستطاع الرجل أن ينجح فى محاولته مع الدكتور على عبد الرحمن محافظ الجيزة لكى يسترد المكتبة للهيئة العامة لقصور الثقافة، وأسندتها قبل أن أغادر الهيئة عام 2015 لأحد أجهزة القوات المسلحة لكى يتم تجديدها، وأعتقد أنها على وشك أن يكتمل العمل بها، وأن تفتتح قريبا.
لذا وجدتنى أكتب بوست حين دخل الشاعر والناقد أسامة عفيفى حجرة العناية المركزة أقول فيه إن مكتبة البحر الأعظم فى انتظارك، ولم لا؟ وقد كان أحد المساهمين بشكل أساسى فى عودة المكتبة لقصور الثقافة بصفة خاصة مرة أخرى وللحياة الثقافية بصفة عامة، وأدعو الزملاء بقصور الثقافة أن يطلقوا اسم صديقنا الشاعر أسامة عفيفى على إحدى القاعات وأن تقام أول أمسية أو ندوة فى المكتبة عن الشاعر وتاريخه وأن تتولى الهيئة طبع أعماله الشعرية لتكون على أرفف المكتبة التى كان من أسباب عودتها لقصور الثقافة، فهل يفعلون؟!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف